تحريف نص كولوسى 1 : 14 ( الفداء بدمه )

#دم_الإله

* يقول عالم النقد النصى بارت ايرمان فى كتاب الإفساد الأورثوذكسي للكتب المقدسة ص 3-4 :

( لقد كانت المسيحية في القرن الثاني و الثالث في حالة اضطراب ملحوظة. و ما يؤكد ذلك أنه خلال تاريخ المسيحية لم يقم للدين حجر أساس واحد. إلا أن المعالم المختلفة في القرون الثلاثة الأولى – سواء كانت على شكل تركيبات اجتماعية، أو ممارسات دينية، أو أيديولوجية – لم تتكرر أبداً. كان ذلك أوضح ما يكون في مجال اللاهوت.

…..

بعض المسيحين آمنوا أن المسيح كان بطريقة ما بشراً و إلهاً، آخرون قالوا أنه كان بشراً و ما كان إلهاً، زعم آخرون أنه كان إلهاً و ليس بشراً، آخرون أصروا أنه كان بشراً سكن الله فيه بشكل مؤقت. بعض المسيحيين آمنوا أن موت المسيح قد تسبب في خلاص العالم، و زعم آخرون أن موته لا علاقة له بالخلاص، كما زعم آخرون أنه لم يمت ..

👈هل أثرت ظروف مناقشات النُسّاخ في كيفية نسخهم للنصوص المقدسة؟

– أن النزاعات اللاهوتية – و خاصة النزاعات حول شخص المسيح – قد دفعت الناسخين المسيحيين لتبديل كلمات النصوص المقدسة لتوظيفها في خدمة النقاش. لقد عدّل الناسخون مخطوطاتهم اليدوية لجعلها [أرثوذكسية (شاملة)] بشكل أوضح، و أقل عرضة [لإساءة الاستخدام] من قبل خصوم المذهب الأورثوذكسي )

The Orthodox Corruption of Scripture, Bart Ehrman, pp. 3-4

،

👈 شهادة من عالم لا يشق له غبار على قيام النسّاخ بتغيير النص المقدس الموجود بين أيديهم لأسباب لاهوتية ؛ حتَّى يتأكدوا من أن النص لن يُسْتَخْدَمَ من قِبَل “المهرطقين”، أو لكي يتأكدوا من أن النص يقول ما يعتقدون هم به … وليس العكس !!

..؛

هذه التغييرات فى النصوص بالحذف أو بالاضافة اكتشفها العلماء بمقارنة مخطوطات الكتاب المقدس ، واستطاعوا استخراج الكلمات والنصوص التى أضافها النساخ لدعم عقيدتهم .

من هذه النصوص نص ورد فى كولوسى 1 : 14 … فى الفاندايك

” الَّذِي لَنَا فِيهِ الْفِدَاءُ 👈 بِدَمِهِ 👉 غُفْرَانُ الْخَطَايَا “

– النص من نسخة الملك جيمس KJV

( 14 In whom we have redemption👉 through his blood 👈, even the forgiveness of sins)

– النص من نسخة يونانية تقليدية

ΠΡΟΣ ΚΟΛΟΣΣΑΕΙΣ 1:14 Greek NT: Scrivener’s Textus Receptus 1894

ἐν ᾧ ἔχομεν τὴν ἀπολύτρωσιν 👉διὰ τοῦ αἵματος αὐτοῦ👈, τὴν ἄφεσιν τῶν ἁμαρτιῶν•

* فى النسخ السابقة ومثيلاتها التى اعتمدت فى نقلها على النص المستلم ( Texts Receipts ) نجد أن الكاتب ذكر أن الفداء كان بالدم 👇

through his blood = διὰ τοῦ αἵματος αὐτοῦ = بدمه

ولكن ….

* بالرجوع لأقدم وأفضل مخطوطات الكتاب المقدس لا نجد أى ذكر لهذه الكلمة … اطلاااقا .

هذه الزيادة ( through his blood = διὰ τοῦ αἵματος αὐτοῦ = بدمه ) غير موجودة فى المخطوطة السينائية ولا فى المخطوطة الفاتيكانية ولا فى المخطوطة السكندرية …

وكان النص فيها كالتالى -مفرغا من السينائية كمثال-

( εν ω εχο-

μεν την απολυ-

τρωσιν την αφε-

σιν των αμαρτι-

ων )

؛

* ولذا كان من الطبيعى أن تحذف جميع النسخ والتراجم النقدية هذه الزيادة ؛ فقد حذفتها نسخة نستل آلاند Nestle-Aland ، و نسخة ويستكوت اند هورت Westcott-Hort ، و نسخة اليو بى اس UBS ، و نسخة صموئيل تريجلليز Samuel Tregelles ..

وغيرها من النسخ النقدية التى اعتمدت على أقدم وأفضل مخطوطات العهد الجديد …

فكان النص فيها خاليا من ( διὰ τοῦ αἵματος αὐτοῦ = بدمه ).. تماما .. كالتالى 👇

( ΠΡΟΣ ΚΟΛΟΣΣΑΕΙΣ 1:14 Greek NT: Westcott and Hort / [NA27 and UBS4 variants]

ἐν ᾧ ἔχομεν τὴν ἀπολύτρωσιν, τὴν ἄφεσιν τῶν ἁμαρτιῶν• )

…؛

* وبالرجوع للنسخ والتراجم العربية … نجد أن جميييييييع النسخ والتراجم الحديثة حذفت هذه الزيادة ؛ اعترافا منها بعدم أصالتها ؛ فيما عدا ترجمة الفاندايك التى اعتمدت فى ترجمتها على النص المستلم المعيب !

فنجد أن الترجمة الكاثوليكية واليسوعية والمشتركة والمبسطة والبولسية وغيرها حذفت كلمة ( بدمه ) وكان النص فيها كالتالى 👇

( فكانَ لنا فيه الفِداءُ وغُفْرانُ الخَطايا )

…؛

* وإذا ما استبعدنا نسخة الملك جيمس KJV ، ونسخة AMP سنجد أن أغلب طبعات وتراجم الكتاب المقدس باللغة الإنجليزية استبعدت هذه الزيادة ..

،

مثل ( CEV – RSV – A.S.V – BBE – GNB – GW ) وغيرها من الطبعات باللغة الإنجليزية ؛ التى حذفت زيادة ( take up the cross ) …

فورد النص فى جميع هذه الطبعات والتراجم على هذه الصورة تقريبا 👇

( 14 In whom we have redemption, even the forgiveness of sins)

إذا .. فكلمة ( through his blood = διὰ τοῦ αἵματος αὐτοῦ = بدمه ) لا أصل لها فى أقدم وأفضل مخطوطات الكتاب المقدس ،

وتم حذفها من جمييييييع النسخ والتراجم النقدية ،

كما أنها محذوفة من أغلب وأفضل وأهم الطبعات والتراجم العربية والإنجليزية .

…؛

والسؤال : لماذا أضاف الناسخ كلمة ( بدمه ) بعد الفداء ؟ 🤔

👇

يجيبنا الدكتور القس /حنا جرجس الخضرى -فى كتابه /تاريخ الفكر المسيحى م1ص378 :

( كلمة يفدى لا تعنى ما نفهمه حاليا أى فداء الخاطىء من خطاياه ؛ بل تعنى يخلص أو ينقذ أو يحرر )

،

يعنى النص عندما قال ( الَّذِي لَنَا فِيهِ الْفِدَاءُ ) لم يكن يعنى تجسد ولا صلب ولا فداء ، ولم يخطر على بال الكاتب اطلااااقا أن هناك إلها سيتجسد وسيقتل نفسه وسيسل دمه من أجل أتباعه ……

؛ وفى ظل وجود نصارى كانوا يعتقدون أن يسوع مجرد نبى ورسول من عند الله ؛ كان من الطبيعى أن يفهموا أن اتباع هذا النبى والإيمان بالله الذى أرسله هو الذى سيُنقذهم أو سيحررهم من الخطايا … بدون تضحية ولا صلب ولا …. دم إله .

👇

وهنا شعر الناسخ الأرثوذوكسى – المؤمن التقى – أن هناك شيئا ما ناقصا أو غير طبيعىيا فى النص … فقام بأضافة أو تعديل كلمة ( بدمه ) حتى يجعل النص يقول ما يوافق معتقده ؛ فيتحول الفداء من مجرد تحرر من الخطايا بالاتباع إلى تضحية بدم الإله الذى مات على الصليب .

…؛

* والمفاااااجأة … يقول العلماء أن رسالة بولس إلى أهل كولوسي، غااااااالباً لم يكتبها بولس ؛ فالرسالة تحتوي على فكر خريستولوجي (العقيدة في المسيح) متأخر عن زمن بولس بكثير !!

،

ولذا يقول القس فهيم عزيز فى كتابه المدخل إلى العهد الجديد، صـ471 :

👈 [الرأي الثالث يقول إن كلا الرسالتين (أي: كولوسي و أفسس) كتبهما اثنان من أتباع الرسول بعد موته مُعتمدين على تفكيره وكتاباته وذلك لأنهما يعكسان حالة في الكنيسة متأخرة عن وقت الرسول.]

،

وبارت إيرمان يضع الرسالة في قسم Deutero-Pauline Epistles

👈 أي الرسائل التي قد تكون مزورة !!

،

أي أن من كتب هذا النص شخص مجهووول أساسا ؛ ولكن كعادة النصارى … لا يعنيهم من كتب أو ماذا كتب ان كان النص قد يخدم محاولاتهم اليائسة فى اثبات عقيدة لا يدعمها ولو نص واحد صريح من كتابهم …. المقدس .

والسؤال : هل يحق لناسخ مجهول فرض معتقده فى كتاب … مقدس ؟

وان كانت اضافة الناسخ لا تُعتبر تحريفا … فما هو تعريف التحريف عند النصارى ؟ 🙂

You may also like...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *