الرد على ( سلطان يسوع )


* من النصوص التى يستدل بها النصارى على ألوهية يسوعهم ، بعض النصوص التى وُصف بها يسوع أن له “سلطانا” على الأرض ؛ مثل قوله فى متى 28 : 18

” فَتَقَدَّمَ يَسُوعُ وَكَلَّمَهُمْ قَائِلًا: دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ “

-وفى يوحنا 10 : 18

” لأَنِّي أَضَعُ نَفْسِي لآخُذَهَا أَيْضاً. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْخُذُهَا مِنِّي، بَلْ أَضَعُهَا أَنَا مِنْ ذَاتِي. لِي سُلْطَانٌ أَنْ أَضَعَهَا وَلِي سُلْطَانٌ أَنْ آخُذَهَا أَيْضاً “

فيستدلون على “ألوهية” يسوع بـ “سلطانه” ؛ وللرد على هذا الاستدلال أقول وبالله التوفيق :

* أولا : تعلق النصارى بكلمة “سلطان” وجعلوا منها دليلا على الألوهية ، ولو عدنا لمعناها لغة لوجدنا أنها لا تخرج عن معانى ( القوة والنفوذ والسيطرة ) ، وهذه أمور اشترك فيها الكثير من الخلق ممن أعطاهم الله سلطانا .

-كما ورد فى الحكمة 6: 4

” فَإِن سُلْطَانَكُمْ مِنَ الرَّبِّ، وَقُدْرَتَكُمْ مِنَ الْعَلِيِّ، الَّذِي سَيَفْحَصُ أَعْمَالَكُمْ، وَيَسْتَقْصِي نِيَّاتِكُمْ “

-وفى الجامعة 8: 4

” حَيْثُ تَكُونُ كَلِمَةُ الْمَلِكِ فَهُنَاكَ سُلْطَانٌ “

-وفى دانيال 2: 37 وصف لنبوخذنصر بملك الملوك وصاحب السلطان

” أَنْتَ أَيُّهَا الْمَلِكُ مَلِكُ مُلُوكٍ، لأَنَّ إِلهَ السَّمَاوَاتِ أَعْطَاكَ مَمْلَكَةً وَاقْتِدَارًا وَسُلْطَانًا وَفَخْرًا “

👈 فالكلمة بحد ذاتها لا يوجد بها أدنى دليل على الألوهية … اطلااااقا !

،

* وبالرجوع لقاموس سترونج Strong لمعرفة معنى كلمة “سلطان” الواردة فى النصين ؛ سنجد أن المترجمين تلاعبوا بالنصوص محاولة منهم لتعظيم شأن يسوع !!

( سلطان ἐξουσία متى : من معانيها authority, jurisdiction , liberty, power, right, strength )

( سلطان ἐντολή يوحنا : من معانيها commandment , precept )

؛

فالكلمتين فى اليونانية مختلفتين فى المعنى والتركيب .

؛

بينما استخدمت التراجم الانجليزية كلمة (power = قوة أو أمر أو سلطة) فى النصين :

All power is given unto me in heaven and in earth متى

I have power to lay it down, and I have power to take it againيوحنا

👈ولأن الأصل الآرامى ضاااااع واندثر ولا نستطيع الرجوع إليه لمعرفة أصل الكلام ؛ نجد أن التراجم العربية جمعت الكلمتين تحت كلمة واحدة “سلطان” ؛ بل استدلوا بها على ألوهية ابن الانسان !!

===؛

* ثانيا : من يقرأ الكتاب المقدس سيجد أن سلطان الإله الحق سلطان ذاتى وأبدى ولا يزول ؛ -كما ورد فى دانيال 6: 26

” الإِلهُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ إِلَى الأَبَدِ، وَمَلَكُوتُهُ لَنْ يَزُولَ وَسُلْطَانُهُ إِلَى الْمُنْتَهَى “

– وأيضا فى دانيال 7: 14

” فَأُعْطِيَ سُلْطَانًا وَمَجْدًا وَمَلَكُوتًا لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ مَا لَنْ يَزُولَ، وَمَلَكُوتُهُ مَا لاَ يَنْقَرِضُ “

– وفى أيوب 25: 2

” السُّلْطَانُ وَالْهَيْبَةُ عِنْدَهُ. هُوَ صَانِعُ السَّلاَمِ فِي أَعَالِيهِ “

؛

بينما سلطان يسوع ليس ذاتيا ؛ بل أعطاه الله له لأنه رسول من عنده ؛ -بشهادة يسوع نفسه فى متى 28

” فَتَقَدَّمَ يَسُوعُ وَكَلَّمَهُمْ قَائِلًا: دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ “

👈فسلطان يسوع مدفوووع له من الله ؛ فهو ضعيف بذاته قوى بسلطان الله ؛ فالأولى عبادة دافع السلطان و ليس المدفوع له .

،

– وأيضا فى يوحنا 5 : 27

” وَأَعْطَاهُ –الآب- سُلْطَاناً أَنْ يَدِينَ أَيْضاً، لأَنَّهُ ابْنُ الإِنْسَانِ “

-و يسوع نفسه يقول فى يوحنا 5 : 30

“أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئًا. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ، وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ، لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي “

؛

👈 فيسوع ليس له قدرة ذاتيه ، ولااااا يقدر أن يفعل شيئا بذاته ؛ وما يفعله من معجزات إنما دُفع له ليؤمن الناس أنه رسول من عند الله … و ليس هو الله !

،

-ويؤكد يسوع نفسه على هذا المعنى فيقول فى متى 11 : 27

” كُلُّ شَيْءٍ قَدْ دُفِعَ إِلَيَّ مِنْ أَبِي، وَلَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الابْنَ إِلاَّ الآبُ، وَلاَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الآبَ إِلاَّ الابْنُ وَمَنْ أَرَادَ الابْنُ أَنْ يُعْلِنَ لَهُ “

،

👈 (كُلُّ شَيْءٍ) ، من أقوال وأفعال ومعجزات وسلطان ( كُلُّ شَيْءٍ ) أعطاه الله لرسوله ، ولم يكن ليسوع قدرة أو ارادة أو سلطان ذاتى لكى يستغنى عن عطاء الله له .

؛

-ونقرأ فى متى 22 : 43

” قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ “

فإذا كان يسوع قادر وله كل سلطان ذاتى ؛ لماذا لم يضع هو أعدائه تحت قدميه ؟!!

===؛

* ثالثا : بعد أن شهد يسوع أن الله هو الذى أعطاه السلطان ؛ يذكر لنا الكتاب المقدس أن يوم الدينونة سيبطل كل سلطان … حتى سلطان يسوع نفسه 👉

-كما فى كورنثوس الاولى 15 : 24

” وَبَعْدَ ذَلِكَ النِّهَايَةُ مَتَى سَلَّمَ الْمُلْكَ لِلَّهِ الآبِ مَتَى أَبْطَلَ كُلَّ رِيَاسَةٍ وَكُلَّ سُلْطَانٍ وَكُلَّ قُوَّةٍ “

👈 فالملك كله والسلطان كله والقوة كلها فى النهاية الكل سيسلم لله “الآب” .

،

– بل سيخضع لله الآب يسوع نفسه ، كما فىكورنثوس الأولى 15 : 28

” وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ “

👈 فسيجرى على يسوع ما سيجرى على باقى الخلائق ، وسيضيع سلطانه وسيخضع لله الآب مثله مثل جميع خلق الله .

…؛

-أما الإله الحق فملكوته وسلطانه إلى الأبد لاااا يزول ؛ كما فى دانيال 6: 26

” الإِلهُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ إِلَى الأَبَدِ، وَمَلَكُوتُهُ لَنْ يَزُولَ وَسُلْطَانُهُ إِلَى الْمُنْتَهَى “

===؛

*أخيرا : هل من يملك سلطانا مطلقا يصف نفسه بالعجز فى ويوحنا 5 : 30

” أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ “

،

– هل من يملك سلطانا يتصف بالجهل كما فى مرقس 13 : 32

” وَأَمَّا ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ، وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ، وَلاَ الاِبْنُ، إلاَّ الآبُ “

،

-هل من يملك سلطانا الهيا ينفى العظمة عن نفسه كما فى يوحنا 14 : 28

” لَوْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي لَكُنْتُمْ تَفْرَحُونَ لأَنِّي قُلْتُ أَمْضِي إِلَى الآبِ، لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي “

،

-هل من يملك سلطانا ابديا لا يتحكم فى دخول للملكوت … من يفعل إرادة الآب فقط وليس الابن ولا غيره هو من سيدخل الملكوت ؛ كما فى متى 7 : 21

” لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ “

-ويقول يسوع فى قصة أم ابنى زبدى فى متى 20 : 20

” وَأَمَّا الْجُلُوسُ عَنْ يَمِينِي وَعَنْ يَسَارِي فَلَيْسَ لِي أَنْ أُعْطِيَهُ إِلاَّ لِلَّذِينَ أُعِدَّ لَهُمْ مِنْ أَبِي “

،

-هل من له سلطانا ذاتيا يموت ، ثم يحتاج لمن يقيمه من الموت .. الله الآب هو الذى أقام الابن من الموت ؛ كما فى غلاطيه 1 : 1

” بُولُسُ، رَسُولٌ لاَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ بِإِنْسَانٍ، بَلْ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ وَاللهِ الآبِ الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ “

،

-هل من له سلطانا كونيا يحتاج لمن يعطيه الحياة ؛ كما فى يوحنا 5 :26

” كَمَا أَنَّ الآبَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ، كَذَلِكَ أَعْطَى الاِبْنَ أَيْضاً أَنْ تَكُونَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ “

،

– هل من له سلطانا يحتاج لمن يمجده ويوصف بأنه عبد ؛ كما فى اعمال 3 : 13

” إِلهَ إِبراهيمَ وإِسحقَ ويَعْقوب، إِلهَ آبائِنا، قد مَجَّدَ عَبدَه يسوع الَّذي أَسلَمتُموه “

…؛

👈 إذا كان النصارى يعتقدون أن كلمة “سلطان” تصلح دليلا على ألوهية لم يدعيها ابن الانسان ولم يعتقدها احد من تلاميذه ….

فعشرااااات النصوص الواضحة والصريحة تنفى هذا الإدعاء الواهى من أساسه ، وتُثبت لكل منصف وحدانية الله “الآب” وبشرية رسوله يسوع “الابن” .

؛

ولكن كعادة النصارى فى بحثهم عن أى نص قد يصلح كدليل على ألوهية يسوع ؛ الذى ترك لهم مهمة اثبات ألوهيته …

👈 ( يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض ) … كالعادة 🙂

You may also like...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *