تحريف نص لوقا 22 : 43،44 ( وظهر له ملاك ليقويه )

* مقدمة : فى بداية النصرانية ثارت بعض البدع بشأن ” جسد ” المسيح ، وهذا كان رد فعل طبيعى من أناس رفعوا انسانا يأكل ويشرب ويبول ويتبرز ويجهل ويتعب إلى مرتبة الألوهية …. بدون دليل كتابى !

،

– وبعد دخول بعض الوثنيين من أتباع الفلسفية الهيلينية المسيحية ( مثل الدوسيتية Decestiom إحدى الطوائف الغنوسية ) ؛ ولأنهم كانوا ينظرون للمادة على أنها شر ونجاسة وخطية ، فحاولوا تنزيه إلههم الجديد “يسوع” عن الاتصال بالمادة ؛ ولم يكن مقبولا عندهم أن يتحد اللاهوت المنزَّه بالجسد المادي …. النــ.ـجـ.ــس !!

…؛

* ولذلك ادّعوا بأن جسد المسيح ليس هو جسدًا ماديًا حقيقيا ؛ إنما نزل من السماء فى جسد شبحى وهمى مؤقت ، وبذلك أنكروا التجسد، وفصلوا يسوع عن بشريته ، وابعدوا فكرة أن ” الله ” له صلة بهذا العالم .

( انظر كتاب : حتمية التجسد الإلهي – أ. حلمي القمص يعقوب )

👈 فهل سيسكت النصارى الأوائل على هذه الهرطقة ؛ أم سيحاولون أن يدافعوا عن إيمانهم باضافة أو تبدل نص من كلام الرب الـــ مقدس ؟ !! 🤔

== ؛

* تحريف النص دفاعا عن العقيدة : يقول بارت ايرمان BartD.Ehrman فى كتابه Misquoting Jesus – pg 164

( الصراع حول العقائد الظهورية المتعلقة بالمسيح كان له تأثيرٌ على النسَّاخ الذين كانوا يقومون بنسخ الكتب التي أصبحت في النهاية هي العهد الجديد )

🔥 🔥 كمثال : نص لوقا 22 : 43-44 من الفاندايك

( 43وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ، وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ )

👈 نلاحظ وبشدة أن العدد 43 و 44 يدمران عقيدة الدوسيتيين تماما ؛ حيث يظهران يسوع شخص بشرى يحتاج لتقوية ، وكان عرقه يسيل كقطرات الدم على الأرض !!!

..؛

* فهل العددين تم أضافتهم للمخطوطات عمدا ، أم تم حذفهم من المخطوطات … عمدا ؟!

=== ؛

* بالرجوع لمخطوطات الكتاب المقدس وجدنا أن هذا النص موجود فى اللاتينية القديمة مثل الفولجاتا 4 م ، وفى مخطوطة بيزا 5م ، وبعض المخطوطات السريانية مثل ترجمة ( خبورس Khabouris ) 12م ، وبعض المخطوطات القبطية والبحيرية ق 3 فما فوق ، وأهمهم المخطوطة السينائية 4م .

؛

بينما أقدم وأفضل وأكثر مخطوطات وبرديات الكتاب المقدس لا يوجد فيها أدنى أثر لهذا النص !!!

،

فهو غير موجود فى البردية بردية 75 التى ترجع بحسب قول علماء المخطوط إلى الفترة الممتدة ما بين 175-225 م ، ولا فى المخطوطة الفاتيكانية Codex Vaticanus القرن 4 م ، ولا فى المخطوطة السكندرية Codex Alexandrinus القرن 5 ، ولا فى

مخطوطة واشنطن Codex-Washingtonensis القرن 5 م !

👈 حتى أقدم ترجمة سريانية التى تسمى ” Old Syriac Sinaitic Palimpsest ” هي و Old Syriac Curetonian Gospels ؛ وجدنا أن النص غير موجود فيها !!

…؛

🔥 وبسبب أن الخلاف فى اثبات النص من عدمه موجود فى أقدم المخطوطات ؛ وصحيح أن الغلبة لقراءة الحذف ؛ لكن وفى نفس الوقت نجد أنه تم أقتباس النص بواسطة اباء الكنيسة القدامى مثل جوستينوس الشهيد …. فهل هناك تفسير منطقى لهذا الخلاف ؟!

،

* يُجيب علينا بارت ايرمان BartD.Ehrman ويقول فى كتابه Misquoting Jesus – pg 165

( جوستينوس وأضرابه من مسيحيي ماقبل الأرثوذكسية …. فهموا أن هذه الأعداد أظهرت في شكل نابض بالحياة أن يسوع لم “يظهر” فحسب أنه إنسان ؛ بل لقد كان بالفعل إنسانًا في كل شئ . يبدو من المحتمل إذن،وحيث أن هذه الأعداد كما رأينا لم تكن جزءا أصليًّا في إنجيل لوقا، أنَّها أضيفت لأغراض مضادة للدوسيتيين ؛ لأنها ترسم صورة واضحة تمامًا لبشرية يسوع الحقيقية.

من وجهة نظر مسيحيي ما قبل الأرثوذكسيّة ، كان من الأهمية بمكان تأكيد المسيح كان إنسانًا حقيقيًّا من لحمٍ ودمٍ لأنَّ لحمه المذبوح و دمه المسفوك هما تحديدًا اللذان جلبا لنا الخلاص – ليس في الظاهر وإنَّما في الحقيقة )

👈 هنا بارت ايرمان يرجح أن العددين لم يكونا من إنجيل لوقا ؛ ولكن تم أضافتهم لإنجيل لوقا … للرد على الدوسيتيين !

،

* و بروس Bruce metzger متزجر  فى كتابه Textual Commentary on the Greek New Testament أيضا رجح أن النص مُضاف للأصل ؛ ولكن نظرا لقدمه وضعته لجنة الــUBS بين أقواس !!

– ( وجود النص فى مجموعة من المخطوطات القديمة واستشهاد الاباء جوستين وايريانوس وهيبولتس ويوسابيوس وعدد اخر من الاباء القدامي دليل علي أقدمية النص ….

يمكن ان تكون حذفته بعض الكنائس لانه يدل علي ضعف المسيح حيث يتعارض مع اشتراك المسيح فى القدرة الالهية مع الاب ، أو تم أضافته من مصدر شفهى او مكتوب من الكتب غير القانونية التي تحكي قصة الام المسيح !!

ورغم أننا نعرف ان الفقرة اضافة لاحقة للنص فانه بالنظر الي كونها قديمة ومهمة في التراث الكتابي فأغلبية اللجنة قرررت الأحتفاظ بالأعداد ولكن يتك وضعها بين أقواس )

،

* أما بروس تيرى Bruce Terry فقد أشار فى كتابه A Student’s Guide to New Testament Textual Variants إلى رأى لجنة النقد النصى والتى وضعت العددين بين أقواس مما يدل أنها تشك فى أصالة العددين …وسرد رأى متزجر أنه ربما تم حذف العددين لعدم قبول ذلك على شخصية يسوع من قبل النساخ !!

وبالتالى …. 👈 ربما يكون العدد الأصيل وتم حذفه .

http://bible.ovu.edu/terry/tc/lay08luk.htm

=== ؛

* أما عن النسخ النقدية ؛ فبالرغم من اعتراف أغلب النسخ النقدية بعدم أصالة النص ؛ إلا أن وجوده فى مخطوطات قديمة وفى استشهاد بعض الآباء القدامى قد دفعت القائمين على هذه النسخ على الإبقاء على النص ؛ بالرغم من تأكيدهم على عدم أصالته !!!

..؛

فنسخة اليو بى اس UBS على سبيل المثال اختارت قراءة الحذف بيقين [ A ] ؛ وبالرغم من ذلك وضعت النص بين قوسين للدلالة على عدم أصالته .

وكذلك فعلت نسخة نستل آلاند Nestle-Aland ، و نسخة ويستكوت اند هورت Westcott-Hort .

،

وهكذا فعلت نسخة نت بايبل NET Bible النقدية الانجليزية ؛ ونقرأ من هامش النسخة تعليقا على النص :

But even if the verses are not literarily authentic, they are probably historically authentic. This is due to the fact that this text was well known in several different locales from a very early period. Since there are no synoptic parallels to this account and since there is no obvious reason for adding these words here, it is very likely that such verses recount a part of the actual suffering of our Lord. Nevertheless, because of the serious doubts as to these verses’ authenticity, they have been put in brackets.

ترجمة : حتى لو لم تكن الآيات صحيحة من الناحية الأدبية ، فمن المحتمل أنها صحيحة تاريخيًا. يرجع هذا إلى حقيقة أن هذا النص كان معروفًا جيدًا في عدة أماكن مختلفة منذ فترة مبكرة جدًا. نظرًا لعدم وجود موازيات إجمالية لهذه الرواية ، وبما أنه لا يوجد سبب واضح لإضافة هذه الكلمات هنا ، فمن المحتمل جدًا أن تحكي مثل هذه الآيات جزءًا من المعاناة الفعلية لربنا. ومع ذلك ، وبسبب الشكوك الجادة في صحة هذه الآيات ، فقد وضعت بين قوسين.

===؛

* الغريب أنه بالرغم من شبه الإجماع على عدم أصالة هذا النص ؛ إلا أن أغلب النسخ والتراجم العربية والانجليزية قد أدرجته فى المتن ؛ حتى بدون التنبيه على عدم أصالته !!

؛

إلا أن نسخة انجليزية مثل New American Standard Bible قد وضعت النص بين قوسين للدلالة على عدم أصالته .

،

👈 بينما حذفته النسخة القياسية المنقحة RSV تماما من المتن ؛ التى قام على اخراجها 32 عالم في المسيحية من مختلف الطوائف وتحت إشراف ومساعدة 50 جهة علمية .

،

ونسخة عربية مثل الترجمة العربية المشتركة ذكرت فى الهامش : لا ترد هاتان الآيتان فى عدة مخطوطات !

..؛

إنما أغلبية التراجم العربية والانجليزية أدرجت النص فى المتن … بدون تعقيب !!

== ؛

* المشكلة الحقيقية : أن هذا النص الذى أضافه النساخ الأتقياء للرد على بعض البدع فى بداية النصرانية ؛ أصبح يسبب معضلة لدى عوام النصارى … ومفكريهم .

فالكل يتسائل : ان كان يسوع هو الله ؛ فلِم لَم يقويه لاهوته المتحد بناسوته ؟ 🤔

– أين قوة هذا الإله التى تزلزل الجبال قضاة 5: 5

” تَزَلْزَلَتِ الْجِبَالُ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ “

،

– أين كان جبروتك أيها الإله الضعيف وقد صعُبت حالتك على الملاك ؛ فنزل من السماء ليقويك ؟ أين قوتك وجبروتك فى إرمياء10 : 6

” لاَ مِثْلَ لَكَ يَا رَبُّ! عَظِيمٌ أَنْتَ وَعَظِيمٌ اسْمُكَ فِي الْجَبَرُوتِ “

،

– ألست أنت المعروف عند عبيدك أنك على كل شىء قدير فى خروج 6: 3

” وَأَنَا ظَهَرْتُ لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ بِأَنِّي الْإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ “

،

– أين أعمالك العظيمة فى رؤيا يوحنا 15: 3

” عَظِيمَةٌ وَعَجِيبَةٌ هِيَ أَعْمَالُكَ أَيُّهَا الرَّبُّ الْإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ “

…؛

يا إله النصارى … لماذا كنت تبكى ولمن كنت تتضرع ومشيئة من كنت تطلب ؟🤔

👈وهل نزل الملاك بغير أمرك لكى يقويك أيها الخالق ؟

👈وهل يمكن أو يُعقل أن قوة الخالق تحتاج للتقوية ؟

؛

لقد حيرت أتباعك من بعدك يا يسوع ؛ وليس أمامهم الآن إلا خيارين :

1- يؤمنون بألوهيتك … ويُكذبون نصوص كتابهم المقدس ؟

2- يؤمنون بعصمة كتابهم … ويحاولون اقناع أنفسهم بعبادة إله ضعيف ومهان ؟!!

خيارين أحلاهما كُـــ..ـــفـــ..ــر !! 🙂

You may also like...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *