تحريف نص يوحنا 7 : 52 ( لم يقم نبى من الجليل )

* مشكلة نصية واجهت مفسرى الكتاب المقدس ولم ولن يجدوا لها حلا حتى يومنا هذا ؛ اللهم ان اعترفوا بتحريف كتابهم المقدس !

،

هذه المشكلة وردت فى نص يوحنا 7 : 52 :

” أَجَابُوا وَقَالوُا لَهُ: «أَلَعَلَّكَ أَنْتَ أَيْضاً مِنَ الْجَلِيلِ؟ فَتِّشْ وَانْظُرْ! إِنَّهُ لَمْ يَقُمْ نَبِيٌّ مِنَ الْجَلِيلِ». “

؛

– هذا النص كان فى حوار بين نيقوديموس والفريسيون ؛ يؤكد فيه اليهود الفريسيون أنه بحسب الكتاب المقدس 👈(( لَمْ يَقُمْ نَبِيٌّ مِنَ الْجَلِيلِ ))

،

فهل هذه العبارة صحيحة ؟ وهل لم يقم بالفعل نبى من الجليل ؟ 🤔

يقول أنطونيوس فكري فى تفسيره للنص :

( ما قاله الفريسيين هنا من أنه لم يقم نبي من الجليل هو 👈خطأ ؛ فدبورة كانت من الجليل من سبط نفتالي وإيليا النبي كان من تشبه وهي في نفتالي (1مل1:17) وإليشع من آبل محولة في الجليل (1مل16:149). وناحوم من الجليل وحنة النبية التي كانت موجودة أيام المسح هي من سبط أشير(لو63:3) ويونان النبي كان من الجليل. والمسيح تنبأ عنه إشعياء أنه من الجليل (1:9). )

،

– وهذا كان رأى المفسر جون جيل John Gill ؛ الذى قال :

( لو كان قصْد الفريسيين أنه لم يأتي أنبياء في الماضي من الجليل فهذا 👈 خطأ تاريخي بحسب العهد القديم )

..؛

– إذا ؛ بحسب كلام المفسرين فإن كلام اليهود عن خلو العهد القديم من أى اشارة لنبى يأتى من الجليل هو خطأ يقينا ؛ فقد ظهر أنبياء فى الجليل مما يؤكد وجود اشكال فى النص !

،

والسؤال : هل أخطأ الفريسيون وجهلوا ما فى كتابهم المقدس ؛ لدرجة أن يتحدوا أن يُخرج لهم أحد نصا يقول أنه لن يخرج نبى من الجليل ؟!!

👈 أم أن النص كان يحمل معنى آخر صحيحا ؛ وكان اليهود يتكلمون عن مبعث نبى آخر يعرفون صفاته ومكان بعثته …. نبيا مُنتظرا ؟!!

=== ؛

* بمراجع النص فى أفضل وأقدم مخطوطات الكتاب المقدس ؛ وجدنا أن أغلب المخطوطات القديمة مثل المخطوطة السينائية א – Codex Sinaiticus و المخطوطة الفاتيكانية Codex Vaticanus ورد فيها النص كالتالى :

εραυνησον και ιδε οτι προφητησ εκ τησ γαλιλαιασ ουκ εγειρεται

=

Search and see that no prophet arises out of Galilee

=

– ابحث وانظر ؛ لا يخرج نبى من الجليل .

👈 لاحظ أن النص فى أقدم المخطوطات لا يتكلم عن خروج نبى فى الماضى ؛ إنما يؤكد فقط أن الجليل لا يخرج منها نبى – أى نبى – فى المستقبل .

===؛

* وأيضا أغلب النسخ والتراجم العربية -باستثناء الفاندايك والحياة – ؛ مثل ( الكاثوليكية – السارة – المشتركة – اليسوعية – البولسية – المبسطة – الشريف ) ؛ حتى أغلب التراجم القديمة …. ذكرت النص بنفس المعنى :

( إِبْحَثْ تَرَ أَنَّه لا يَقومُ مِنَ الجَليلِ نَبِيّ )

..؛

– وأيضا أغلب التراجم الإنجليزية – باستثناء نسخة الملك جمس KJV – ؛ مثل AMP – A.S.V – N.I.V – R.V – R.S.V – B.B.E – C.E.V – G.N.B – G.W – I.S.V – N.R.S.V )

ورد فيها النص بنفس المعنى :

( Examine the Scriptures, and see that no prophet arises out of Galilee )

..؛

وجميع النسخ النقدية مثل نسخة نستل آلاند Nestle-Aland ، و نسخة ويستكوت اند هورت Westcott-Hort ، و نسخة اليو بى اس UBS ، و نسخة صموئيل تريجلليز Samuel Tregelles .. ونسخة تشيندروف Tischendorf

ورد فيها النص بنفس المعنى :

( ἐραύνησον καὶ ἴδε ὅτι ἐκ τῆς Γαλιλαίας προφήτης οὐκ ἐγείρεται )

..؛

👈 فبحسب المخطوطات وجميع التراجم النقدية وأغلب النسخ الإنجليزية والعربية ؛ فإن النص يتكلم عن عدم خروج نبى من الجليل فى المستقبل “نبوءة مستقبلية” ؛ وليس فى الماضى كما ذكرت نسخة الفاندايك ونسخة الملك جيمس التى اعتمدت فى ترجمتها على أسوأ أنواع النصوص … نص ايرازموس أو : ” النص المستلم textus receptus ” !

====؛

🔥 والمفاجأة … أن هناك قراءة أخرى فى أقدم مخطوطات لإنجيل يوحنا ؛ تؤكد أن اليهود كانوا يتكلمون عن ” النبى المنتظر ” وليس عن أى نبى يخرج من الجليل .

،

👈 هذه القراءة وردت فى البردية 66 والبردية 75 من القرن الثانى … أقدم شواهد لنص انجيل يوحنا ؛ و ردت فيها أداة التعريف ” ال ο ” قبل ” نبى προφητησ ” ؛ مما يؤكد أن اليهود كانوا ينتظرون مبعث نبى ؛ يعرفون مكان بعثته ويعرفونه بصفاته … كما يعرفون أبنائهم .

،

وأيضا المخطوطة القبطية الصعيدية The Coptic Version Of The New Testament ؛ تحمل قراءة (ο προφητης – النبي)

الترجمة الإنجليزية:

search the scriptures and see that the prophet was not about to rise out of [the] Galilaia.

🔥 إذن فهناك ثلاث مخطوطات على الأقل (البردية 66 والبردية 75 والقبطية الصعيدية) يحملون قراءة (ο προφητης – النبي) ؛ فهذه القراءة المُدعمة من أقدم الشواهد تجعل معنى النص أن : النبي المُنتظر – نبي آخر الزمان – لا يخرج من الجليل وأن مكان ظهوره مذكور في الكتب .

=== ؛

* يقول بروس متزجرBruce M. Metzger وبارت ايرمان Bart_D._Ehrman فى كتاب The Text Of The New Testament Its Transmission وهو يتكلم عن البردية الأقدم لإنجيل يوحنا المعروفة بـ (P66)

In 7.52 the presence of the definite article in a difficult passage now supports what scholars had long thought was the required sense, namely “Search [the Scriptures] and you will see that 👉the prophet does not rise from Galilee.”

-يتكلم بروس متزجر وبارت ايرمان هنا عن وجود أداة تعريف قبل كلمة (προφήτης – نبي) بهذا تكون العبارة كالآتي : (فتش الكتب وسترى أن 👈النبي لا يخرج من الجليل)

،

* وهو ما أكده بروس متزجر Bruce M. Metzger أيضا فى كتابه Textual Commentary on the Greek New Testament

حيث قرر أن القراءة الأصلية هى التى وردت فى البردية 66 والبردية 75 هى ( النبى = the prophet ) ، وهو الرأى الذى رجحه د.أوين – Dr.Owen فى القرن الثامن عشر .

….؛

* هذه القراءة هى القراءة الوحييييييدة التى تُفسر معنى النص وتُزيل الإشكال والخطأ المتوهم فيه ؛

👈 ولذا نجد الدكتور القس فهيم عزيز يقول فى كتابه المدخل إلى العهد الجديد :

( أن قراءة يوحنا 7 : 52 من البردية 66 يحل المشكلة التى حيرت المفسرين طويلا ( فتش وانظر هل قام نبى من الجليل ) ؛ مع أن أنبياء قاموا من الجليل ، لكن الكاتب أضاف ” الـــ التعريف ” فأصبحت ” النبى ” ؛ وهو ” النبى ” الذى وعد موسى الشعب بمجيئه ، هذا النبى هو الذى لا يأتى من الجليل . )

* (( ملحوظة : يوجد خطأ مطبعى فى الكتاب حيث ذكر متى بدلا عن يوحنا ))

،

* وأيضا نقرأ من هامش نسخة net bible التي شارك فيها العديد من الـلاهوتيين والباحثين لنصوص الكتاب المقدس ومن بينهم دانيال والاس تعليقا على النص :

( At least one early and important ms (Ã66*) places the article before “prophet” (ὁ προφήτης, Jo profhths), making this a reference to the “prophet like Moses” mentioned in Deut 18:15. )

-ترجمة : على الأقل واحدة من أقدم وأهم المخطوطات ” بردية 66 ” موجود بها أداة التعريف قبل ” نبى ” ؛ مما يجعل النص يتكلم عن “النبى” الذى هو مثل موسى المذكور فى التثنية 18 : 15

===؛

🔥 إذا … القراءة الأصلية تؤكد أن اليهود كانوا يتكلمون عن نبى معين له صفات معينة ؛ ينتظرون بعثته ويعلمون أنه لن يخرج من الجليل .

،

هذا النبى مثل موسى ؛ الذى ورد ذكره فى التثنية 18 : 15

” سأُقيمُ لَهم نَبِيُّا مِن وَسْطِ إخوَتِهم مِثلَكَ، وأَجعَلُ كلامي في فَمِه، فيُخاطِبُهم بِكُلِّ ما آمُرُه به “

؛

– هذا النبى المنتظر بحسب كتاب اليهود الذى طالبوا بالبحث فيه ؛ ستكون بعثته فى بلاد العرب ( اشعياء 21 : 13 )

” وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ بِلاَدِ الْعَرَبِ: فِي الْوَعْرِ فِي بِلاَدِ الْعَرَبِ تَبِيتِينَ يَا قَوَافِلَ الدَّدَانِيِّينَ “

،

-وسينزل عليه الوحى فى جبال فاران موطن اسماعيل بن ابراهيم ( تثنية 33 : 2 )

” جَاءَ الرَّبُّ مِنْ سِينَاءَ وَأَشْرَقَ لهُمْ مِنْ سَعِيرَ وَتَلأْلأَ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ وَأَتَى مِنْ رَبَوَاتِ القُدْسِ “

،

– سيعيش فى الديار التى سكنها قيدار ابن اسماعيل ( اشعياء 42 : 11 )

” غَنُّوا لِلرَّبِّ أُغْنِيَةً جَدِيدَةً تَسْبِيحَهُ مِنْ أَقْصَى الأَرْضِ.. الدِّيَارُ الَّتِي سَكَنَهَا قِيدَارُ. لِتَتَرَنَّمْ سُكَّانُ سَالِعَ “

،

– سيكون من نسل اسماعيل ، ابن الجارية هاجر زوجة ابراهيم ( تكوين 21 : 13 )

” وَابْنُ الْجَارِيَةِ أَيْضاً سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً لأَنَّهُ نَسْلُكَ “

،

– سيحج أتباع هذا النبى إلى وادى بكة “مكة” الموجود به بيت الله ( مزمور 84 : 5-6 )

” طُوبَى لِأُنَاسٍ عِزُّهُمْ بِكَ. طُرُقُ بَيْتِكَ فِي قُلُوبِهِمْ. 6عَابِرِينَ فِي وَادِي الْبُكَاءِ “بكة” يُصَيِّرُونَهُ يَنْبُوعاً “

،

– هذا النبى سيكون أميا ( اشعياء 29 : 12 )

” يُدْفَعُ الْكِتَابُ لِمَنْ لاَ يَعْرِفُ الْكِتَابَةَ وَيُقَالُ لَهُ: «اقْرَأْ هَذَا» فَيَقُولُ: « لاَ أَعْرِفُ الْكِتَابَةَ». “

،

– سيصلى عليه أتباعه وسيطلبون له البركة ( مزمور 72 : 15 )

” وَيَعِيشُ وَيُعْطِيهِ مِنْ ذَهَبِ شَبَا. وَيُصَلِّي لأَجْلِهِ دَائِماً. الْيَوْمَ كُلَّهُ يُبَارِكُهُ “

،

– سيكون مثل موسى ومن إخوة بنى اسرائيل (من أولاد اسماعيل) ( تثنية18:18)

” أُقِيمُ لهُمْ نَبِيّاً مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلكَ وَأَجْعَلُ كَلامِي فِي فَمِهِ فَيُكَلِّمُهُمْ بِكُلِّ مَا أُوصِيهِ بِهِ “

…؛

هذه بعض الصفات التى وردت فى العهد القديم تُبشر بظهور نبى مثل موسى ، كان اليهود يعرفونه كما يعرفون أبنائهم .

؛

ولذا تحدوا بعلم وثقة أن يُخرج لهم أحد أى نص يتكلم عن نبى سيخرج من الجليل ؛ لعلمهم أن صفات ومكان هذا النبى المنتظر ليس فى الجليل ؛ إنما وسط جبال فاران حيث يوجد بيت الله فى بلاد العرب .

 * وبعد أن انتبه بعض النساخ الأتقياء لخطورة هذا النص ؛ حاول أحدهم أن يحذف أداة التعريف ؛ كما يقول عالم النقد النصي الألماني فيلند فيلكر– Wieland Willker فى كتابه Paleographical Problems in manuscripts of the Gospels ….. يقول عن القراءة الموجودة في البردية 66 (Jn 7.52) :
E.R. Smothers notes a letter of Prof. Martin, the editor of P66, to him. Martin writes: “On p. 52, line 2, the article ο with προφητης as finally written, is paler and, on close inspection, seems to have been👉 imperfectly scratched. If so, the corrector, whoever he was, wished to remove it.” G. Fee agrees with this view (P66, S&D, 1968, p. 70).
البروفيسور مارتن بودمر الذي قام بفحص البردية 66 بنفسه , يوضح لنا أن أداة التعريف تظهر في المخطوطة بلون أبهت من باقي الكلام , ومع التدقيق وجد أن هناك من حاول شطب أو خربشة هذا الحرف بهدف محوه !

…؛

– وصدق الله سبحانه وتعالى حين قال :

(الّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنّ فَرِيقاً مّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) [سورة: البقرة – الأية: 146]

You may also like...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *