شبهة : إله المسلمين مُضل ( يضل من يشاء )

عارفين حضراتكم النصرانى إللى بيفسر نصوص كتابه تفاسير رمزية دفاعا عن عقيدته الوثنية ، وبيرفض تماما أن يقبل النص على ظاهره … أيوة إللى بيترشم فى أماكن خاطئة … عارفينه ؟ 🙂

،

أهو هو نفس الشخص إللى لما بيقرأ نص إسلامى بيتمسك بظاهر النص ولفظه ورسمه ولا يقبل أى تفسير يخالف ترتيب حروف الكلمة … اطلاااااقا 😅

…؛

👈 مثلا … يُثير أمثال هؤلاء شبهة حول قول الله تعالى :

( فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ) فاطر8

ففهم النصرانى بفهمه البرسومى المعتاد إن إله المسلمين ” يُضِلُّ ” ، و يعمل نفس عمل الشيطان !!

–،

وللرد على هذا الفهم الحميرى بامتياز نقول وبالله التوفيق :

* أولا : ينسب الله سبحانه وتعالى مثل هذه الصفات لنفسه تأكيدا على أنه لا يقع فى مُلك الله إلا ما أراده الله كونا ؛ حتى الكفر والشرك وخلق الشيطان وما يفعله … كل هذا وغيره لا يقع فى ملكوت الله إلا بإذنه الكونى الذى يشمل جميييييع مخلوقاته .

…؛

👈أما إرادة الله الشرعية فهى التى شرعها الله لعباده ، منهم من يتبعها ومنهم من يكفر بها .. مثل قوله تعالى : ” يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا ” [النساء: 26-28]

…؛

فكل شىء فى ملك الله سواءا أكان خيرا أم شرا مخلوق …

ولكن الخير شاءه الله قدرا واختاره شرعا 👉

بينما الشر شاءه الله قدرا وحرّمه شرعا 👉

وكلاهما … مخلوقان فى ملكوت الله ؛ فالله سبحانه نسب الإضلال والختام على القلوب والسمع والبصر الى نفسه ؛ حتى لا يعتقد جاهل أن افعال الشيطان تمت دون إرادة الله او تحديا لله أو أن ضلال البشر يتم بسبب قوة الشيطان الذاتية … انتبه .

…؛

فالله سبحانه وتعالى ينفي أن يكون هناك إلهين او اكثر مثل إله يأمر بالخير و آخر بالشر ؛ لأن الشيطان في معتقد اليهود و النصارى و الديانات الوثنية يساوي الإله بل يتفوق عليه حتى في القدرة . و لاحظ هذا ايضا في نص كورنثوس الثانية 4:4

” الَّذِينَ فِيهِمْ إِلَهُ هَذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ “

==

* ثانيا : الإضلال .. أحد أنواع العقاب لمن يُصر على الكفر والظلم والفسق فى الدنيا ؛ بالإضافة الى عقاب الله فى الآخرة وهو دخول جهنم ، و هذه الأنواع من العقاب نُسبت الى الله فى القرآن الكريم

– يقول الله تعالى : ” كذلك يضل الله الكافرين “(غافر 74)

– ويقول تعالى : ” ويضل الله الظالمين ” (إبراهيم 27 )

– ويقول تعالى : ” وما يضل به الا الفاسقين “(البقرة 26)

،

👈كما نُسب اليه العفو والرحمة والهداية ؛ لأنه هو الذى يرحم وهو الذى يعاقب .

– يقول تعالى : ” يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات الى النور باذنه ويهديهم الى صراط مستقيم ” (المائدة 16)

– ويقول تعالى : ” ويهدي اليه من اناب ” (الرعد 27 )

– ويقول تعالى : ” ويهدي اليه من ينيب ” (الشورى 13)

..؛

فكما أن الله يُضل الكافرين والظالمين والفاسقين عدلا بسبب أفعالهم ؛ كذلك يهدى من اتبع طريق الحق وأناب إلى ربه سبحانه وتعالى فضلا منه ونعمة بسبب إيمانهم .

،

فلماذا لم يستشكل النصارى إنتساب الرحمة و العفو والمغفرة الى الله وكبر عليهم إنتساب الإضلال وهو عقوبة المُصر على الضلالة كما هو واضح فى القرأن الكريم ؟

،

👈وهذا المعنى موجود أيضا فى كتاب النصارى …عقاب الخالق بالإضلال لمن اختار طريق الكفر كما فى حزقيال 20 : 24-25

” لأَنَّهُمْ لَمْ يَصْنَعُوا أَحْكَامِي، بَلْ رَفَضُوا فَرَائِضِي، وَنَجَّسُوا سُبُوتِي، وَكَانَتْ عُيُونُهُمْ وَرَاءَ أَصْنَامِ آبَائِهِمْ. وَأَعْطَيْتُهُمْ أَيْضًا فَرَائِضَ غَيْرَ صَالِحَةٍ، وَأَحْكَامًا لاَ يَحْيَوْنَ بِهَا”

،

👈 وفى رسالة رومية 9 17-18

” لأَنَّهُ يَقُولُ الْكِتَابُ لِفِرْعَوْنَ: «إِنِّي لِهذَا بِعَيْنِهِ أَقَمْتُكَ، لِكَيْ أُظْهِرَ فِيكَ قُوَّتِي، وَلِكَيْ يُنَادَى بِاسْمِي فِي كُلِّ الأَرْضِ».18فَإِذًا هُوَ يَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ، وَيُقَسِّي مَنْ يَشَاءُ.”

طبعا المعنى واضح ان يرحم من يشاء يقصد بها الهداية ويقسى من يشاء يقصد بها الضلال ؛ لأنه يتكلم عن ضلال فرعون كما ان قساوة القلب نوع من انواع الإضلال .

===

* ثالثا : يتخيل النصارى أن إضلال الرب لعباده مشابه لإضلال العباد بعضهم بعضا … مثل تحريض شخص لآخر على فعل معصية وهو لم يكن ينوى فعلها أو إعطاء شخص لآخر معلومات خاطئة ومضلله عن الحقيقه وهو يريد الوصول اليها … وهذا يقينا فهم خطأ لا يستقيم مع النقل أو العقل .

…،

👈فالله سبحانه حينما يُضل العباد ( الفاسقين – الظالمين – الكافرين …. ) فهو يُضلهم بتركهم للشيطان كما أرادوا وأختاروا ؛ فكان اضلالهم عقابا لهم على اختيارهم وإعراضهم عن الله …..

– يقول تعالى : ” ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين()وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ” (الزخرف 36-37)

،

والله سبحانه هو الذى سمح للشيطان -قدرا لا شرعا- أن يقوم بغواية من يتبعه وهو الذى أعطاه هذا السلطان القدرى ؛ أما الله سبحانه وتعالى فلا يأمر ولا يحرض على فعل معصية

– يقول تعالى : ” إن الله لا يامر بالفحشاء ” (الاعراف 28)

..؛

فالشيطان هو الذى يأمرأتباعه بالفحشاء ويُضلهم عن الصراط المستقيم ؛ أما الله سبحانه وتعالى لا يُريد إلا التوبة والهداية للناس كافة

– يقول تعالى : ” وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ” ( النساء 27 )

===

* رابعا : قد يتسائل النصارى : لماذا ترك الله عبده الضال للشيطان لكى يستحوذ عليه؟

👈من عدل الله سبحانه وتعالى أنه سيحاسبك على اختيارك الذى اخترته بإرادتك الحرة ؛ فإن اخترت الكفر لا يجبرك الله على الإيمان ، وإذا اخترت الظلم لا يجبرك الله على العدل ، وإذا اخترت الفسوق لا يجبرك الله على الطاعة….

👈 ترك الله لك حرية الاختيار بإرادة حرة … وسيحاسبك عليه يوم القيامة .

؛

صحيح أن لله سبحانه وتعالى القدرة المطلقة … ان أراد هدى من يشاء وأضل من يشاء … ولكن …

ولكنه سبحانه قال إنه لا يهدي القوم الكافرين ولا القوم الظالمين ولا القوم الفاسقين.. لأن الجزاء من جنس العمل

،

فمن آمن بآيات الله واتبع هداه … سيهديه إليه فى الدنيا والآخرة 👉

ومن أبى إلا الكفر والعناد … يسر له الله الطريق الذى اختاره لنفسه 👉

– يقول تعالى : ” فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى ” (الليل5-10)

،

فالله لا يُضل أحدا إلا على علم ؛ أى أن هذا الشخص يعلم الخير من الشر ويميز بين الكفر والإيمان ؛ ومع ذلك يختار الشر والكفر وهو عالم … ولذا .. من تمام عدل الله أن يعطيه ما أراده هو عن اختيار بإرادة حرة ؛ فكان إضلاله جزاءا على أفعاله

– يقول تعالى : ” فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ” (الصف5 )

…؛

👈وهذا المعنى أيضا موجود فى الكتاب المقدس ؛ كما فى تسالونيكى الثانية 2: 11-12

” وَلأَجْلِ هَذَا سَيُرْسِلُ إِلَيْهِمُ اللهُ عَمَلَ الضَّلاَلِ، حَتَّى يُصَدِّقُوا الْكَذِبَ، لِكَيْ يُدَانَ جَمِيعُ الَّذِينَ لَمْ يُصَدِّقُوا الْحَقَّ، بَلْ سُرُّوا بِالإِثْمِ. “

،

وفى مزمور146 : 8-9

” الرَّبُّ يَفْتَحُ أَعْيُنَ الْعُمْيِ. الرَّبُّ يُقَوِّمُ الْمُنْحَنِينَ. الرَّبُّ يُحِبُّ الصِّدِّيقِينَ. 9الرَّبُّ يَحْفَظُ الْغُرَبَاءَ. يَعْضُدُ الْيَتِيمَ وَالأَرْمَلَةَ. أَمَّا طَرِيقُ الأَشْرَارِ فَيُعَوِّجُهُ “

==

أخييييرا : ورد فى الكتاب المقدس أن إله النصارى كان يُضل عباده وأنبيائه المختارين بدون ذنب اقترفوه … فهل هذا عدل ؟ 🤔

* إله النصارى هو الذى قسى قلب فرعون وقلوب عبيده فى خروج 1:10

” ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «ادْخُلْ إِلَى فِرْعَوْنَ، فَإِنِّي أَغْلَظْتُ قَلْبَهُ وَقُلُوبَ عَبِيدِهِ لِكَيْ أَصْنَعَ آيَاتِي هذِهِ بَيْنَهُمْ.”

،

* وهو الذى جعل قلب فرعون قاسيا بدون ذنب من فرعون لكى يتمجد بعقابه له فى خروج 14 : 4

“وَأُشَدِّدُ قَلْبَ فِرْعَوْنَ حَتَّى يَسْعَى وَرَاءَهُمْ، فَأَتَمَجَّدُ بِفِرْعَوْنَ وَبِجَمِيعِ جَيْشِهِ، وَيَعْرِفُ الْمِصْرِيُّونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ .”

،

وإله النصارى يُضل عباده عن طريق الهداية فى إشعياء 63: 17

” لِمَاذَا أَضْلَلْتَنَا يَا رَبُّ عَنْ طُرُقِكَ، قَسَّيْتَ قُلُوبَنَا عَنْ مَخَافَتِكَ؟ “

،

* ليس هذا وفقط ؛ بل يُعطى عباده شرائع غير صالحة ليُضلهم فى حزقيال 20 : 25

“وأعطيتهم أيضاً فرائض غير صالحة وأحكاماً لا يحيَوْن بها” .

،

وفى تسالونيكى الثانية 11:2

” وَلأَجْلِ هذَا سَيُرْسِلُ إِلَيْهِمُ اللهُ عَمَلَ الضَّلاَلِ، حَتَّى يُصَدِّقُوا الْكَذِبَ “

،

* بل إن إله النصارى يُضل أنبيائه ومختاريه كما فى حزقيال 14: 9

” فَإِذَا ضَلَّ النَّبِيُّ وَتَكَلَّمَ كَلاَمًا، فَأَنَا الرَّبَّ قَدْ أَضْلَلْتُ ذلِكَ النَّبِيَّ “

،

* ونجد إله النصارى يتآمر على نبيه آخاب لكى يُغويه فى ملوك أول 22 : 20

” فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ “

….؛

👈 فلم يعترض النصارى على إضلال الله سبحانه وتعالى للكافرين الذين اختاروا الكفر عن رضى وإرادة حرة ، وهم يؤمنون بإله كان يُضل عباده بدون ذنب اقترفوه ويتآمر على إضلال أنبيائه ؟ 😎

You may also like...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *