صرصوع
– صرصاااااار .. الحقنى يا جرجس … صرصاااار
+ يقوم جرجس من على مقعده ويترك الجريدة على طرابيزة مجاورة وهو يضحك : مش عارف من غيرى كنتوا هتعملوا إيه
– يدخل الغرفة ليجد امرأته واقفة على السرير وتشاور لأحد أركان الغرفة : هناك أهو … إحياة جيصص اقتله
+ روحى انتى بس اعملى لى كوباية شاى وأنا بعون جيصص هأخلص عيه
– تنزل زوجته من على السرير وتقطع الغرفة فى خطوتين بسرعة وتُغلق الباب خلفها وهى تقول : تسلم لى يا سبعى
+ يلتفت جرجس ناحية الصرصار الذى يقف أمامه بثبات المتحدى ويقول مخاطبا إياه : قول لى بقى … اعمل فيك ايه ؟ ها
– يسمع صوتا يقول له : ولا حاجة …. سيبنى أمشى أحسن لك
+ يلتفت جرجس حوله مذعورا ويصرخ : ميييييييين ؟ مين إللى بيتكلم ؟ 😬
– أنا هو .. أنا هو الصرصار الذى يتكلم معك
+ يلتفت جرجس ناحية الصرصار مذبهلا مُدلدلا شفته السفلى ؛ ويقول بصعوبة بعد ثوانى مرت كأنها سنوات : انت ازاى بتتكلم ؟ 😲
– أنا لست من هذا العالم ؛ وبأقدر أعمل معجزات باسم الآب ؛ وابى أعطانى وصية ماذا أقول وبماذا أتكلم
+ آب مين ؟ وانت بتتكلم كدا ليه مش فاهم ؟
– أفهمك … أنا اسمى صرصوع .. ابن الآب خالق الكل ؛ وأنا أدعوك للايمان بى إلها مخلصا
+ انت هتستهبل ؟ هو الرب برضه هيخلف صرصار ياصرصوع يا كافر
– طب ما انت بتؤمن إن الرب خلف انسان … مستغرب ليه بقى ؟
+ ها … لا طبعا … ربنا مخلفش انسان ؛ لكن اتجسد فى انسان .. فيه فرق يا جاهل
– طب ما أنا كمان الرب اتجسد فى جسدى مثلما تجسد فى جسد يسوع ؛ لماذا تكفر بى وتؤمن بيسوع ؟ …. شكلك عنصرى
+ إزاى بس الرب هيتجسد فى صرصار يا عاااالم ؟
– هو مش الرب على كل شىء قادر ؟ هتكفر يا جرجس وللا إيه ؟
+ ها … أيوة قادر على كل شىء طبعا ؛ بس التجسد على هيئة صرصار غريبة
– وهو تجسد الرب على هيئة انسان مش غريبة ؟
+ غريبة آه … بس التجسد فى صرصار بيتنتقص من الذات الإلهية
– وهو تجسد الرب فى انسان بياكل وبيشرب وبيبول ويتبرز مش برضه انتقاص من الذات الإلهية ؟ ها
+ بس الرب اتجسد فى انسان علشان يفدى بنى البشر ويحمل عنهم خطاياهم ؛ الرب بقى هيتجسد فى صرصار ليه ؟
– أكيد علشان يفدى البشر ويحمل عنهم خطاياهم التى أجرموها فى حق الصراصير على مدار التاريخ ؛ تخيل يا جرجس يا خويا كام صرصار بيموتوا كل يوم تحت أقدام البشرية وبشباشب ونعال هؤلاء البشر الخطاة
+ ملايين مملينة أكيد
– شوفت بقى … أهو الرب علشان بيحبكم اختار أن يتجسد فى جسدى الضعيف حتى يكفر عنكم خطاياكم على مدار التاريخ
+ كلامك مقنع فعلا … بس محدش من الانبياء والرسل عرفنا إن الرب هيعمل كدا
– فى البدء كان صرصوع وصرصوع كان عند الرب وكان الرب هو صرصوع
+ يااااااااااه … كلامك حلو أوى .. أنا آمنت إنك الرب المتجسد
– طب ما دمت هتؤمن بى خللى الولية إللى فى البيت دى تخلفنى خاااالص ؛ دى بتعاملنى زى ما اليهود كانوا بيعاملوا جيصص بالظبط
+ جرجس بلهفة : تحب أقتلها ؟ ولو قتلتها يا ترى هتغفر لى خطيئتى ؟ ها
– مغفورة لك خطاياك ؛ لكى تعلم أن لابن الصرصار سلطانا على الأرض لكى يغفر الخطايا
+ أنت فعلا صرصوع …. ابن الرب الحى ؛ بس سؤال بسيط … يعنى انت دلوقت فيك لاهوت إلهى ؟
– أنا فى الآب والآب فى … من رآنى فقد رأى الآب … أنا عبارة عن صرصوت متحد بلاهوت لا محدود
+ زى يسوعنا بالظبط … هلليلويا .. هلليلويا
– فجأة … يد تمتد من خلف جرجس وتهوى بفردة شبشب على صرصوع فتسحقه تماما يعقبها صوت مينا : خلاااص يا ماما … قتلتهولك
+ ينظر جرجس بذهول إلى صرصوع الذى خرجت أحشاؤه وتناثرت دماؤه ؛ ويلتفت ناحية ابنه صارخا : يخربيتك .. انت عارف موت مين ؟
– اهدا يا بابا .. دا صرصار .. عادى
+ عادى ايه يا ابن المرشومة … دا صرصوع … إبن الرب الحى إللى اتجسد علشان يموت من أجلنا و يغفر لنا خطايانا
– يضحك مينا ضحكة طويلة ويقول بعدها وهو ينظر إلى أباه التى دمعت عيناه من الحزن : خلاص يا بابا هدى نفسك .. ما دام الصرصار دا هو ابن الرب إللى اتجسد علشان يموت علشان خاطرنا ؛ فأنا ساعدته على المهمة دى … صح ؟
+ لا طبعا مش صح … انت استعجلت يا مينا … كان لازم الأول يتعذب وينضرب ونتف عليه شوية أو حتى نطرطر عليه وبعدين نصلبه ويموت على الصليب … بوظت خطة الفداء يا مينا … منك لجيصص ( ويجهش جرجس بالبكاء )
– مينا مستغربا : انت بتتكلم جد يا بابا ؟ افتكرتك بتهزر
+ جرجس : وهى الحاجات دى فيها هزار ؟ دى خطة الرب لفداء البشرية يا ابن المرشومة
– وتفتكر يا بابا لو كان صرصوع دا ابن الرب وفيه لاهوت زى ما بتعتقد ؛ الرب كان هيسمح إنى أقتله بالشبشب ويكون دا مصيره ؟
+ ليه لأ ؟ ما الرب كان متجسد فى يسوع وسمح لليهود والرومان باهانته وتعذيبه وقتله … دى بتبقى خطة ربانية للفداء يا جاهل
– طب ايه رأيك ندفن الصرصار دا ونشوف هيحصل ايه ؛ مش يمكن يقوم بعد 3 أيام ؟
+ فكرة حلوة ياض يا مينا … بس هندفنه فين ؟ ها
– تدخل جانيت زوجة جرجس وهى تحمل سلة المهملات : حد فيكم يحط لى الصرصار هنا .. أنا بأقرف منهم أوى
+ ينظر جرجس إلى ابنه مينا نظرة حزن وأسى ، وخوف من جانيت التى ستشبعهم سخرية إذا ما عرفت منهم حكاية صرصوع ….
فيمد جرجس يده ببطء ويمسك صرصوع من شنباته …. ويضعه فى سلة المهملات ؛ ممنيا نفسه أن يراه ذات يوم بعد ان ينتصر …. على الموت 😔
أحدث التعليقات