سلسلة دلائل النبوة ( 1 )انتفاء الغرض الشخصى

⛅️ من الأدلة التى تؤكد صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم والتى لا تزيد أى متتبع لسيرته الشريفة إلا إيمانا برسالته … دليل 👈انتفاء الغرض الشخصى

؛

فلم يكن النبى عليه الصلاة والسلام فى أى يوم من أيام حياته الكريمة طالبا لتكريم أو تعظيم أو جاه أو سلطان … كمثال :

* عندما ساومه أكابر قريش فى بداية دعوته وكان هو وأصحابه فى أصعب وأشد ابتلاء وتعذيب ومقاطعة من كفار قريش …. أتى إليه “عتبة بن ربيعة” وكنيته “أبو الوليد”وقال له: ( يَا ابْنَ أَخِي، إنّك مِنّا حَيْثُ قَدْ عَلِمْت مِنْ السّطَةِ -الشرف- فِي الْعَشِيرَةِ وَالْمَكَانِ فِي النّسَبِ، وَإِنّك قَدْ أَتَيْت قَوْمَك بِأَمْرِ عَظِيمٍ فَرّقْتَ بِهِ جَمَاعَتَهُمْ، وَسَفّهْت بِهِ أَحْلامَهُمْ، وَعِبْتَ بِهِ آلِهَتَهُمْ وَدِينَهُمْ، وَكَفّرْتَ بِهِ مَنْ مَضَى مِنْ آبَائِهِمْ، فَاسْمَعْ مِنّي …..إنْ كُنْتَ إنّمَا تُرِيدُ بِمَا جِئْتَ بِهِ مِنْ هَذَا الأَمْرِ مَالاَ جَمَعْنَا لَكَ مِنْ أَمْوَالِنَا حَتّى تَكُونَ أَكْثَرَنَا مَالاً، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ بِهِ شَرَفًا سَوَّدْنَاك عَلَيْنَا حَتّى لا نَقْطَعَ أَمْرًا دُونَك، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ بِهِ مُلْكًا مَلّكْنَاك عَلَيْنَا، وَإِنْ كَانَ هَذَا الّذِي يَأْتِيك رَئِيّا تَرَاهُ لا تَسْتَطِيعُ رَدّهُ عَنْ نَفْسِكَ طَلَبْنَا لَكَ الطّبّ ) ولما فَرَغَ عُتْبَةُ وَرَسُولُ اللّهِ -صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ- يَسْتَمِعُ مِنْهُ، قَالَ: «أَقَدْ فَرَغْت يَا أَبَا الْوَلِيدِ؟»، قَالَ: “نَعَمْ”، قَالَ: «فَاسْمَعْ مِنّي»، قَالَ: “أَفْعَلُ”، فَقَالَ الحبيب -صلى الله عليه وسلم-: بِسْمِ اللّهِ الرّحْمَنِ الرّحِيمِ {حم تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ} [فصلت: 1-2]، ومَضَى رَسُولُ اللّهِ -صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ- يقرأ وقد َأَلْقَى عتبة يَدَيْهِ خَلْفَ ظَهْرِهِ مُعْتَمِدًا عَلَيْهِمَا يَسْمَعُ منصتـًا حتى انْتَهَى رَسُولُ اللّهِ -صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ- إلَى السّجْدَةِ(3)، فَسَجَدَ، ثُمّ قَالَ: «قَدْ سَمِعْت يَا أَبَا الْوَلِيدِ مَا سَمِعْت، فَأَنْتَ وَذَاكَ “

،

👈هل سمع التاريخ يوما عن رجل يرفض الملك والسيادة والمال وكل ذلك يرتمى تحت قدميه وكان يكفيه كلمة يقبل بها عرض قريش فى أشد لحظاته ضعفا واضطهادا وتعذيبا ؟

أم أن ثباته على دعوته ورفضه لنعيم وملك شخصى دليل على صدقه مع نفسه … وأنه بالفعل مرسل من عند الله ؟

==

⛅️ وعلى عكس الدجالين والكذابين الذين يحرصون على تحصيل ملذات ونعيم الدنيا ؛ نجد النبى عليه الصلاة والسلام أزهد الناس فى الدنيا وأبعدهم عن نعيمها … كمثال:

* عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: (ألستم في طعام وشراب ما شئتم؟ لقد رأيت نبيكم صلى الله عليه وسلم وما يجد من الدقل ما يملأ بطنه) رواه مسلم والترمذي. والدقل: هو التمر الرديء.

* وعن عروة عن عائشة رضي الله عنه أنها كانت تقول: والله يا ابن أختي إن كنا لننظر إلى الهلال ثم الهلال ثم الهلال ثلاثة أهلة في شهرين، وما أوقد في أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نار. قلت: يا خالة فما كان يعيشكم: قالت: الأسودان التمر والماء. رواه الشيخان.

* وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: نام رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير، فقام وقد أثَّر في جنبه، قلنا: يا رسول الله لو اتخذنا لك وطاءً، فقال: (مالي وللدنيا ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة، ثم راح وتركها) رواه الترمذي وابن ماجه وصححه الألباني.

* وعن عمرو بن الحارث رضي الله عنه قال: (ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته درهماً ولا ديناراً ولا عبداً ولا أمةً ولا شيئاً، إلا بغلته البيضاء التي كان يركبها، وسلاحه وأرضاً جعلها لابن السبيل صدقة) رواه البخاري….؛

👈 ومعلوم أن زهد النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا كان زهدا اختياريا وليس فقراً اجباريا كما قد يظنه البعض ؛ إذ يظن بعضهم أنه فقر وأنه صبر عليه ؛ والصحيح أنه صلى الله عليه وسلم زهد في الدنيا اختياراً منه وإيثارا لما عند الله عز وجل وادخاراً لثوابه ولتتأسى به أمته صلى الله عليه وسلم

؛ فقد كان للنبى عليه الصلاة والسلام الخمس كاملا من الغنائم ؛ لكن هذا الجزء الذى كان يأخذه النبي صلى الله عليه و سلم من الغنائم لم يكن يأخذه لنفسه ، بل كان النبي صلى الله عليه و سلم يأخذ الغنائم و يتصدق بها على الفقراء و المساكين ، و الدليل :

* عن عبادة بن الصامت قال :” أخذَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يومَ حُنَيْنٍ وَبْرَةً مِن جَنْبِ بَعيرٍ ، فقال : يا أيُّها الناسُ ، إنه لا يَحِلُّ لي مما أفاءَ الله عليكم قدرُ هذه ، إلا الخمسَ ، و الخمسُ مردودٌ عليكم. ” صحيح النسائي – الصفحة أو الرقم 4149

و معنى مردود عليكم أى أنَّ الخمس الذى كان النبي صلى الله عليه و سلم يأخذه من الغنائم كان يتصدق به على الفقراء و المساكين فهو مردود إليهم أى عائد إليهم من خلال الصدقة على الفقراء و المساكين.

* وجاء في الحديث عن أبي هريرة قال: (جلس جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى السماء، فإذا ملك ينزل، فقال له جبريل: هذا الملكُ ما نزل منذ خُلق قبل هذه الساعة، فلما نزل قال: يا محمد! أرسلني إليك ربك، أملكاً أجعلك، أم عبداً رسولاً؟ قال له جبريل: تواضع لربك يا محمد! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا بل عبداً رسولاً) رواه ابن حبان وصححه الألباني

👈 فهل رأيتم دجالا أو كاذبا تُوضع الدنيا تحت قدميه فيزهد فيها ويرميها بين أيدى الفقراء والمساكين ويعيش مثلهم ؟

👈 هل رأى التاريخ كاذبا تساوى لديه ذهب الدنيا مع ترابها ؟

👈 هل رأى التاريخ يوما حاكم دولة يموت وهو يُدين نفسه لكى يُطعم من يعولهم الشعير ؟

* ففى الحديث الذى أخرجه البخارى عن أم المؤمنين عائشة قالت:”تُوُفِّى رَسُولُ اللَّهِ وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ عِنْدَ يَهُودِى بِثَلَاثِينَ صَاعًا مِنْ شَعِير

،

* بل إن ابنته وفلذة كبده … سيدة نساء أهل الجنة ؛ عندما احتاجت خادما ليعينها لم يُعط النبى ابنته الخادم وهو يرى يديها قد تشققت من الرحى … وقال لها :” ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم؟ إذا أويتما إلى فراشكما، أو أخذتما مضاجعكما، فكبرا ثلاثًا وثلاثين، وسبحا ثلاثًا وثلاثين واحمدا ثلاثًا وثلاثين، فهذا خير لكما من خادم ” رواه البخاري

….؛

⛅️ ما سبق قليل من كثير وغيض من فيض يؤكد لكل عاقل أن النبى محمد صلى الله عليه وسلم لم يكن لديه غرض دنيوى لكى يصل إليه من خلال دعوته ؛ ففقره الاختيارى وزهده فى الدنيا ورفضه المناصب والأموال التى ارتمت تحت قدميه دليل على ان هذا الرجل كان صادقا عندما قال أنه ” رسول الله ” ؛

ولذا علمه الله تعالى أن يقول :” قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَن شَاءَ أَن يَتَّخِذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلًا ”

==

⛅️ ليس هذا وفقط … بل كان النبى محمد صلى الله عليه وسلم –رئيس دوله الإسلام- متواضعا بين أصحابه ، ولم يكن يقبل منهم أن يعظموه أو يرفعوه أو يعظموا من شأنه ..

* فكان صلى الله عليه وسلم يكره أن يقوم الناس له وينهاهم عن ذلك ؛ كما فى سنن أبى داود عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: ” خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَوَكِّئًا عَلَى عَصًا فَقُمْنَا إِلَيْهِ فَقَالَ ” لا تَقُومُوا كَمَا تَقُومُ الأَعَاجِمُ يُعَظِّمُ بَعْضُهَا بَعْضًا

وكان يخفض جناحه للمؤمنين ولا يتعاظم عليهم، ويجلس بينهم كواحد منهم، ولا يُعْرَف مجلسه مِن مجلس أصحابه ويجلس بين ظهرانيهم فيجيء الغريب فلا يدري أيُّهم هو حتى يسأل عنه .

* روى أبو داود في سننه عن أبي ذرٍّ وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس بين ظهري أصحابه فيجيء الغريب فلا يدري أيُّهم هو حتى يسأل، فطلبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نجعل له مجلسًا يعرفه الغريب إذا أتاه…)) .،

* وقال له رجل: يا محمَّد، أيا سيِّدنا وابن سيِّدنا، وخيرنا وابن خيرنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أيُّها النَّاس، عليكم بتقواكم، ولا يستهوينَّكم الشَّيطان، أنا محمَّد بن عبد الله، أنا عبد الله ورسوله، ما أحبُّ أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلنيها الله)) .

👈 هل رأى التاريخ يوما كاذبا مُدعيا يرفض السيادة والصدارة والتعظيم ويصف نفسه أنه ” عبد ” ؟

،

* ونقرأ في سنن ابن ماجه عن قيس بن أبي حازم : أن رجلاً أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام بين يديه فأخذته رعدة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” هوّن عليك فإني لست بملك ، إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد ـ والقديد = اللحم المجفف – ”

وهذا من تمام تواضعه صلى الله عليه وسلم حيث بين له أنه ليس بملك، وذكر له ما كانت تأكله أمه لبيان أنه رجل منهم ، وليس بمتجبر يُخاف منه كسائر ملوك زمانه.

…؛

وكان صلى الله عليه وسلم مِن تواضعه، يتفقَّد أحوال أصحابه ويقوم بزيارتهم ومودتهم ..

* فقد روى البخاريُّ في صحيحه عن عبد الله بن عمرو قال: ((إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذُكِر له صومي، فدخل علي فألقيت له وسادة مِن أَدَم حشوها ليف فجلس على الأرض، وصارت الوسادة بيني وبينه … الخ )) .

،

وكان مِن تواضعه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقوم بخدمه أصحابه ..

*روى مسلم في صحيحه مِن حديث أبي قتادة، وفيه -في قصَّة نومهم عن صلاة الفجر-: ((…قال ودعا بالميضأة، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبُّ وأبو قتادة يسقيهم -أي أصحابه- فلم يَعْدُ أن رأى النَّاس ماءً في الميضأة تكابُّوا عليها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحسنوا الْمَلَأَ كلُّكم سيَرْوى. قال: ففعلوا. فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبُّ وأسقيهم حتى ما بقي غيري وغير رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ثمَّ صبَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: لي اشرب. فقلت: لا أشرب حتى تشرب يا رسول الله. قال: إنَّ ساقي القوم آخرهم شربًا. قال: فشربت، وشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم)) .

،

ومِن تواضعه صلى الله عليه وسلم، أنَّه إذا مرَّ على الصِّبيان، سلَّم عليهم ..

* روى البخاريُّ ومسلم عن أنس رضي الله عنه: ((أنَّه مرَّ على صبيان فسلَّم عليهم، وقال: كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يفعله)).

((وكان صلى الله عليه وسلم يزور الأنصار، ويسلِّم على صبيانهم، ويمسح رؤوسهم)) .

وعن أنس رضي الله عنه قال: ((إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخالطنا حتى يقول لأخٍ لي صغير: يا أبا عُمَيْر، ما فعل النُّغَير؟)) .

،

ومِن تواضعه صلى الله عليه وسلم، أنَّه كان يشارك في خدمة أهله في البيت ..

* روى البخاريُّ عن الأسود، قال: ((سألت عائشة: ما كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: كان يكون في مِهْنَةِ أهله – تعني خدمة أهله ، فإذا حضرت الصَّلاة خرج إلى الصَّلاة)) .

،

* وعن عبيد بن حنين أنَّه سمع ابن عبَّاس -رضي الله عنهما- يحدِّث أنَّه قال عن عمر : ((…. فرأيت أثر الحصير في جنبه فبكيتُ، فقال: ما يبكيك؟ فقلت: يا رسول الله، إنَّ كِسْرَى وقيصر فيما هُمَا فيه وأنت رسول الله! فقال: أَمَا ترضى أن تكون لهم الدُّنْيا ولنا الآخرة))

….؛

⛅️ ومن يقرأ السيرة النبوية لن يجد سوى التواضع والحرص على هداية الناس حتى وان تعرض للاضطهاد وللأذى ؛ ولن يجده يوما ولو فى موقف واحد متكبرا أو متفاخرا أو متباهيا أو طالبا لدنيا ولمصالح شخصية … اطلااااقا .

👈 فهل يدعى عاقل أن هناك من يكذب على الله ويُضل الناس ويُحارب ويُؤذى …. ثم لا يطلب لنفسه جاها ولا سلطانا ولا مالا ولا زعامة ؟

👈 هل هذه طبيعة رجل صادق مخلص … أم طبيعة رجل مدّعي كما يزعم من يكفر برسالته ؟

👈 هل عرف التاريخ الإنسانى كله فى يوم من الأيام أن رجلا ضحى بدنياه وراحته وبالجاه والمناصب فى سبيل أمر يعلم أنه كذب ؟

أم أن هذا الرجل كان يعلم يقينا أنه رسول من عند الله ؛ وكل ما فعله كان بوحى وهدى ونور من الله ؟ 💚

You may also like...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *