تحريف نص لوقا 23 : 34 ( يا ابتاه اغفر لهم )

دعوة إله غير مستجابة أم تناقض أم تحريف نص مقدس ؟ 🤔

مشكلة نقدية تضع النصارى بين سندان عجز إلههم وبين مطرقة التحريف ؛ هذه المشكلة وردت فى نص لوقا 23 : 34

” فَقَالَ يَسُوعُ: 👈«يَا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ»👉. وَإِذِ اقْتَسَمُوا ثِيَابَهُ اقْتَرَعُوا عَلَيْهَا “

،

النص باللغة اليونانية

( Ὁ δὲ Ἰησοῦς ἔλεγεν👉 “Πάτερ, ἄφες αὐτοῖς• οὐ γὰρ οἴδασιν τί ποιοῦσιν👈.” διαμεριζόμενοι δὲ τὰ ἱμάτια αὐτοῦ ἔβαλον κλήρους )

،

ومحل الاشكال فى النص دعوة يسوع بالمغفرة لليهود

(“Πάτερ, ἄφες αὐτοῖς• οὐ γὰρ οἴδασιν τί ποιοῦσιν – يَا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ)

…؛

فهل دعى الإله يسوع لمن قتله من اليهود بالمغفرة فعلا أم لا ؟

👈 نقرأ من التفسير التطبيقي للكتاب المقدس تأكيد لدعاء يسوع :

( طلب الرب يسوع المغفرة من الله الآب لمن صلبوه، لرؤساء اليهود والحكام الرومان والجنود، وجمهور المشاهدين. واستجاب الله لهذه الصلاة إذ فتح طريق لخلاص حتى لقتلة المسيح وصالبيه )

،

إذا … فى النص تدعيم لفكر لاهوتى لاثبات أن يسوع إله محبة ؛ فقد دعى الإله يسوع لليهود بالمغفرة من الإله الآب لأنه يحب قاتليه ؛ فيا تُرى هل استجاب الإله الآب لدعاء الإله يسوع وغفر لليهود ؟ 🤔

👇

– سيجيب الجميع نعم … فكل ما يطلبه يسوع من الأب يستجاب له ؛ كما فى يوحنا 11 : 22

” كُلَّ مَا تَطْلُبُ مِنَ اللَّهِ يُعْطِيكَ اللَّهُ إِيَّاهُ “

،

– وفى يوحنا 11 : 41

” وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ، وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي، 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي “

…؛

👈 وهنا تظهر المشكلة الأولى …. إله لا يُستجاب دعاؤه !!

إذا كان الرب الإله استجاب لدعاء يسوع الإله بالمغفرة لليهود ؛ فلماذا عزيزي النصراني حدث خراب أورشليم (70ميلادياً ) ؟!!

👇

وهذا معناه أن الله لم يستجيب لدعاء يسوع …وبتالى كان الحل لدى النساخ هو حذف هذا النص …. أى أن النص أصلى ولكن حذفه النساخ من المخطوطات !

…؛

وهذا ما أكدته ترجمة الآباء اليسوعيين صفحة 274 :

نص ” يَا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ ” …غير موجود فى بعض المخطوطات القديمة ….لان خراب أورشليم كان عقاب من الله لليهود ….وبتالى وجد النساخ نفسهم فى مأزق شديد ….كيف يدعى يسوع لليهود بالمغفرة ..ثم يعاقبهم الله بخراب أورشليم ؟؟!!

إذا … فالإله الآب لم يستجب للإله الابن وعاقب قتلة الإله بخراب أورشليم 👉

…؛

👈 وهنا تظهر مشكلة أخرى … التناقض !!

– ففى مواضع أخرى من الكتاب المقدس توعد يسوع اليهود كما فى متى 23 بالويل وبدينونة جهنم

” 14وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! … 16وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْقَادَةُ الْعُمْيَانُ …. 25وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُنَقُّونَ خَارِجَ الْكَأْسِ وَالصَّحْفَةِ، وَهُمَا مِنْ دَاخِلٍ مَمْلُوآنِ اخْتِطَافاً وَدَعَارَةً…33أَيُّهَا الْحَيَّاتُ أَوْلاَدَ الأَفَاعِي! كَيْفَ تَهْرُبُونَ مِنْ دَيْنُونَةِ جَهَنَّمَ؟ ….الخ “

،

– بل توعدهم بالخراب فى متى 23 : 38

” يَا أُورُشَلِيمُ، يَا أُورُشَلِيمُ! يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا… 38هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَاباً.”

،

و يخبرنا التاريخ بوقوع هذا الخراب و تدمير الهيكل وتشتيت اليهود بعد ارتفاع المسيح أمام أعين تلاميذه على يد الرومان في العاشر من أغسطس سنة 70م وهو حسب التقليد نفس اليوم الذي خرب فيه الهيكل قديما علي يد نبوخذ نصر ملك بابل !

…؛

فإذا كان يسوع هو الإله فكيف له أن يناقض نفسه ؟ 🤔

في لوقا يغفر لهم و في متى يدعوا عليهم ويتوعدهم بالخراب ، و في لوقا يدعوا لهم بالمغفرة لأنهم لا يعلمون و في متى يعاقبهم !!

،

👈 كيف يقول يسوع فى لوقا ” اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ “

ثم نجد أن الذي حدث فعليا هو عقابهم كما فى متى ” هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَاباً ” ؟

👈 فهل ناقض يسوع الإله نفسه ؟ أم أن الله الآب لم يستجب لدعوات الله الابن ؟

=== ؛

* بالرجوع لمخطوطات الكتاب المقدس وجدنا أن هذا النص محذوف من العديد من المخطوطات القديمة مثل ( P75, 01C1, B, D*, W, Q, 070, 579, 1241, pc7, a, bC, d, Sy-S, sa, bo, )

فالنص غير موجود فى البردية 75 وهى أقدم مخطوطة تقريباً موجودة بين أيدينا الآن ، والمخطوطة الفاتيكانية ومخطوطة واشنطن غير موجود فيهما الزيادة الموجودة فى النص !

،

وان استشهد نصرانيا على أصالته لوجوده فى بعض المخطوطات مثل المخطوطة السينائية …

نسأل : فلماذا لا يوجد فى المخطوطات الأقدم والأحدث من السينائية ؟ مثل مخطوطة واشنطن والفاتيكانية والبردية 75 ؟!

؛

فالنص مادام موجودا فى بعض المخطوطات الحديثة وغير موجود في القديمة ؛

فيكون قد تم إضافته من قبل ناسخ مجهول معارضا النص المحذوف منه الزيادة مما أدى لتضارب وتحريف واختلاف بين مخطوطات الكتاب المقدس !

…؛

👈 فيا تُرى … ما هو السبب الذى جعل الناسخ يحذف هذا النص ؟ 🤔

– يقول العالم بروس متزجر عن سبب الحذف :

( غياب هذه الكلمات من الشواهد القديمة المتضاربة مثل (البردية 75 والمخطوطة الفاتيكانية ….الخ ) … يمكن ان يفسر بصعوبه بانه حذف عمداً بواسطة نساخ الذين اعتبروا انهيار اورشليم دليل علي عدم مغفرة الله لليهود ولم يسمحوا أن تظهر صلاة المسيح بدون استجابه )

،

– ويقول ويقول بارت ايرمان :

( الآن أصبح السبب الذي من أجله أراد بعض النُسَّاخ أن يحذفوا العدد واضحًا. أيصلِّي يسوع من أجل المغفرة لليهود؟ كيف ذلك؟ بالنسبة للمسيحيين الأوائل كان ثمة مشكلتان تواجهان هذا العدد في حال النظر إليه على هذا النحو. أولا، تسائل المسيحيون: ما الذي يجعل يسوع يصلي لمغفرة ذنوب هذا الشعب المتمرد الذي رفض اللهََ نفسهَ عن عمد؟ هذا الأمر كان نادر التصور عند كثيرٍ من المسيحيين. بل أكثر من ذلك، نقول: إنه قريبًا من القرن الثاني كان كثيرٌ من المسيحيين على قناعة تامة بأنَّ الله لم يغفر لليهود لأنهم، كما ذكرت من قبل، اعتقدوا أن الله سمح بتدمير أورشليم كعقوبة لليهود على قتلهم يسوع. )

=== ؛

* وبمراجعة النسخ النقدية .. وجدنا أن أغلب النسخ النقدية قد وضعت النص بين قوسين للاشارة إلى عدم أصالته ؛ نسخة نستل آلاند Nestle-Aland ، و نسخة ويستكوت اند هورت Westcott-Hort ، و نسخة اليو بى اس UBS ، و نسخة صموئيل تريجلليز Samuel Tregelles ..

وغيرها من النسخ النقدية التى اعتمدت على أقدم وأفضل مخطوطات العهد الجديد …

( ΚΑΤΑ ΛΟΥΚΑΝ 23:34 Greek NT: Nestle 1904

[ὁ δὲ Ἰησοῦς ἔλεγεν Πάτερ, ἄφες αὐτοῖς• οὐ γὰρ οἴδασιν τί ποιοῦσιν.] διαμεριζόμενοι δὲ τὰ ἱμάτια αὐτοῦ ἔβαλον λήρους. )

…؛

– ونجد يعطي بروس متزجر حذف هذه القراءة A لاعتقاده بعدم أصالته

23.34 omit verse 34a [ὁ δὲ Ἰησοῦς ἔλεγεν, Πάτερ, ἄφες αὐτοῖς, οὐ γὰρ οἴδασιν τί ποιοῦσιν.] {A}

فالمشكلة الأساسية والتى لا حل لها عند الجميع … كيف يدعوا الإله يسوع للإله الآب بأن يغفر لليهود ولولا يُلبى الإله الآب طلب الإله الابن ويدمر أورشليم .!!

===؛

* وبناءا على هذا الاختلاف بين المخطوطات القديمة … نجد أن هذه الزيادة موجودة فى أغلب التراجم العربية والانجليزية القيدمة والحديثة ؛ إلا أن هناك من النسخ من وضعتها بين قوسين للدلالة على عدم أصالتها .

#الشاهد 👇

لا يوجد لدى النصرانى فى هذا النص إلا ثلاث خيارات ..

1- هذا النص تم تحريفه ويسوع لم يطلب المغفرة لقاتليه ؛ بل توعدهم بالخراب كما فى نص متى !

2- النص أصلى ولكن الله الآب لم يستجب لدعاء الله الابن ؛ وبالتالى يسوع ليس هو والآب واحد !

3- ما بين نص المغفرة فى لوقا الذى لم يتحقق ، ونص الوعيد فى متى الذى تحقق … يوجد بين النصين تناقض يهدم عصمة الكتاب المقدس !

…..؛

أما نحن كمسلمين … فلا يهمنا كثيراً اذا كانت الكلمات أصلية أم مضافة ؛ فثبوت الاختلاف بين المخطوطات والتناقض بين نصوص الكتاب المقدس …

يكفى دليلا لكل عاقل أن هذا الكلام لا عصمة له ولا قداسة . 😎

You may also like...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *