سلسلة دلائل النبوة ( 6 ) كمال النبى الأخلاقى
– من أدلة نبوة نبى الإسلام عليه الصلاة والسلام التى نستدل ونفتخر بها على من خالفنا ؛ دليل ” الكمال الأخلاقى ” الذى اتصف به نبى الإسلام عليه الصلاة والسلام .
؛
فالرجل الذى اختاره الله لكى يُخرج الناس من ظلمات الكفر والشرك والجهل إلى نور التوحيد لابد أن يتصف بصفات الكمال البشرى ؛ الذى يجعل أتباعه يرون فيه مثلا وقدوة فى أخلاقه ودينه وعبادته …
👈 وفى هذا المعنى يقول الله تعالى :
” لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا “
،
والقارىء لسيرة نبى الإسلام عليه الصلاة والسلام من مصادرها الصحيحة سيجد أن هذا الرجل كان فى أخلاقه نموذجا فريدا نادرا من بين البشر فى حسن أخلاقه وكريم صفاته ؛ التى تؤكد لكل عاقل منصف أن هذا الرجل كان مؤيدا من عند الله … لأنه رسول الله .
فان أردت …
👈 ان أردت أن تعرف عن صدقه ؛ فقد شهد به الكافرون كما قال ابن عباس : (صَعِدَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الصَّفَا ذَاتَ يَومٍ، فَقالَ: يا صَبَاحَاهْ، فَاجْتَمعتْ إلَيْهِ قُرَيْشٌ، قالوا: ما لَكَ؟ قالَ: أرَأَيْتُمْ لو أخْبَرْتُكُمْ أنَّ العَدُوَّ يُصَبِّحُكُمْ أوْ يُمَسِّيكُمْ، أما كُنْتُمْ تُصَدِّقُونِي؟ قالوا: بَلَى مَا جرَّبنا عليكَ كَذِبًا قَطُّ)
،
وقال أبو سفيان لهرقل عظيم الروم عندما سأله (فَهلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بالكَذِبِ قَبْلَ أنْ يَقُولَ ما قَالَ؟ قُلتُ: لَا )
،
وقال عبد الله بن عمرو : (كنتُ أَكتُبُ كلَّ شيءٍ أَسمَعُهُ مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، أُرِيدُ حِفْظَهُ، فنَهَتْنِي قُرَيشٌ…. فذَكَرْتُ ذلكَ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فأَوْمأَ بأُصبُعِهِ إلى فيه، فقال: اكتُبْ؛ فوالَّذي نفْسي بيدِهِ، ما يَخْرُجُ منه إلَّا حقٌّ )
==
👈 وان أردت أن تعرف كيف كان كلام النبى عليه الصلاة والسلام ؛ فقد قال أنس بن مالك : ( لَمْ يَكُنِ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَبَّابًا، ولَا فَحَّاشًا، ولَا لَعَّانًا، كانَ يقولُ لأحَدِنَا عِنْدَ المَعْتِبَةِ: ما له تَرِبَ جَبِينُهُ )
==
👈 وان أردت أن تعرف كيف كان صمته ووقاره ؛ فقد قال جابر بن سمرة : (كان طويلَ الصَّمتِ كان أصحابُه يُنشِدونَ عندَه الشِّعرَ ويتذاكَرونَ حديثَ أوَّلِيهم فرُبَّما تبسَّم معهم صلَّى اللهُ عليه وسلَّم )
==
👈 وان أردت أن تعرف شجاعته ؛ فقد قال أنس بن مالك : (كانَ أشجعَ النَّاسِ. ولقد فزِعَ أَهلُ المدينةِ ليلةً فانطلقوا قِبَلَ الصَّوتِ فتلقَّاهم رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ وقد سبقَهم إلى الصَّوتِ وَهوَ على فرسٍ لأبي طلحةَ عَرِيٍ ما عليْهِ سرجٌ في عنقِهِ السَّيفُ وَهوَ يقولُ يا أيُّها النَّاسُ لَن تراعوا يردُّهم ثمَّ قالَ للفرَسِ وجدناهُ بَحرًا أو إنَّهُ لبَحرٌ )
==
👈 وان أردت أن تعرف عن عفوه ؛ فقد قال جابر بن عبد الله : ( قام رجل على رأسِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالسَّيفِ فقال: مَن يمنَعُك منِّي ؟ قال: ( اللهُ ) قال: فسقَط السَّيفُ مِن يدِه فأخَذ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم السَّيفَ فقال له: ( مَن يمنَعُك منِّي ؟ ) قال: كُنْ خيرًا منِّي قال: ( تشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ ؟ ) قال: لا، ولكنْ أُعاهِدُك على ألَّا أُقاتِلَك ولا أكونَ مع قومٍ يُقاتِلونَك قال: فخلَّى سبيلَه فجاء إلى أصحابِه فقال: جِئْتُكم مِن عندِ خيرِ النَّاسِ )
==
👈 وان أردت أن تعرف عن جوده ؛ فقد قال ابن عباس : (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدَ النَّاسِ بالخَيْرِ، وكانَ أجْوَدُ ما يَكونُ في رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وكانَ جِبْرِيلُ عليه السَّلَامُ يَلْقَاهُ كُلَّ لَيْلَةٍ في رَمَضَانَ، حتَّى يَنْسَلِخَ، يَعْرِضُ عليه النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ القُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ عليه السَّلَامُ، كانَ أجْوَدَ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ )
،
وقال أنس بن مالك : (ما سُئِلَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ علَى الإسْلَامِ شيئًا إلَّا أَعْطَاهُ، قالَ: فَجَاءَهُ رَجُلٌ فأعْطَاهُ غَنَمًا بيْنَ جَبَلَيْنِ، فَرَجَعَ إلى قَوْمِهِ، فَقالَ: يا قَوْمِ أَسْلِمُوا، فإنَّ مُحَمَّدًا يُعْطِي عَطَاءً لا يَخْشَى الفَاقَةَ )
،
👈 وان أردت أن تعرف كيف كان يعامل خادمه ؛ فقد قال أنس : (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، من أحسنِ الناسِ خُلُقًا ، فأرسلوني يومًا لحاجةٍ ، فقلتُ : واللهِ ! لا أذهبُ – وفي نفسي ، أن أذهبَ لما أمرني به نبيُّ الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ . قال : فخرجتُ ، حتى أمرَّ على صبيانٍ ، وهم يلعبون في السوقِ ، فإذا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، قابضٌ بقفايَ مِن وَرائي ، فنظرتُ إليه وهو يضحكُ فقال : يا أُنَيسُ ، اذهبْ حيثُ أَمَرْتُك . قلتُ : نعم ! أنا أذهبُ يا رسولَ اللهِ . قال أنسٌ : واللهِ لقد خدمتُه سبعَ سنينَ – أو تسعَ سنينَ – ما علمتُ قال لشيءٍ صنعتُ : لمَ فعلتَ كذا وكذا ، ولا لشيءٍ تركتُ : هلَّا فعلتَ كذا وكذا )
==
👈 وان أردت أن تعرف عن حيائه ؛ فقد قال أبو سعيد الخدرى : (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أشَدَّ حياءً مِن العَذراءِ في خِدْرِها وكان إذا كرِه شيئًا عرَفْناه في وجهِه )
==
👈 وان أردت أن تعرف عن لينه وانكاره لذاته ؛ فقد قالت عائشة : (ما خُيِّرَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بيْنَ أَمْرَيْنِ، أَحَدُهُما أَيْسَرُ مِنَ الآخَرِ، إلَّا اخْتَارَ أَيْسَرَهُمَا، ما لَمْ يَكُنْ إثْمًا، فإنْ كانَ إثْمًا، كانَ أَبْعَدَ النَّاسِ منه )
==
👈 وان سألت عن صلاته بالليل وقيامه ؛ فقد قالت عائشة : (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يُصَلِّي إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، كَانَتْ تِلكَ صَلَاتَهُ – تَعْنِي باللَّيْلِ – فَيَسْجُدُ السَّجْدَةَ مِن ذلكَ قَدْرَ ما يَقْرَأُ أحَدُكُمْ خَمْسِينَ آيَةً قَبْلَ أنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ، ويَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الفَجْرِ، ثُمَّ يَضْطَجِعُ علَى شِقِّهِ الأيْمَنِ حتَّى يَأْتِيَهُ المُؤَذِّنُ لِلصَّلَاةِ )
،
وقال المغيرة بن شعبة : (قَامَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى تَوَرَّمَتْ قَدَمَاهُ، فقِيلَ له: غَفَرَ اللَّهُ لكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وما تَأَخَّرَ، قالَ: أفلا أكُونُ عَبْدًا شَكُورًا )
،
وقال عبد الله بن مسعود : (صَلَّيْتُ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فأطَالَ حتَّى هَمَمْتُ بأَمْرِ سَوْءٍ، قالَ: قيلَ: وَما هَمَمْتَ بهِ؟ قالَ: هَمَمْتُ أَنْ أَجْلِسَ وَأَدَعَهُ )
==
👈 وان اردت ان تعرف عن صيامه ؛ فقد قال أنس : (كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُفْطِرُ مِنَ الشَّهْرِ حتَّى نَظُنَّ أَنْ لا يَصُومَ منه، ويَصُومُ حتَّى نَظُنَّ أَنْ لا يُفْطِرَ منه شيئًا، وكانَ لا تَشَاءُ أَنْ تَرَاهُ مِنَ اللَّيْلِ مُصَلِّيًا إلَّا رَأَيْتَهُ، ولَا نَائِمًا إلَّا رَأَيْتَهُ )
==
👈 وان اردت ان تعرف عن ذكره ؛ فقد قال عبد الله بن عمر : (كان يُعَدُّ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في المَجْلِسِ الواحدِ مائةُ مَرَّةٍ من قبلِ أن يقومَ ربِّ اغفِرْ لي وتُبْ عليَّ إنك أنت التوابُ الغفورُ )
==
👈 وان اردت ان تعرف تواضعه ؛ فقد قال أنس : (ما كان شَخْصٌ أَحَبَّ إليهِم من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم . وكانوا لا يَقُومُونَ لا له لِمَا يَعْلَمُونَ من كَرَاهِيَتِهِ لذلك )
،
وقال أنس أيضا : (إنْ كَانَتِ الأمَةُ مِن إمَاءِ أهْلِ المَدِينَةِ، لَتَأْخُذُ بيَدِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَتَنْطَلِقُ به حَيْثُ شَاءَتْ )
==
👈 وان أردت أن تعرف عن طعامه وصبره على الجوع ؛ فقد قال ابى هريرة : (ما عَابَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ طَعَامًا قَطُّ، إنِ اشْتَهَاهُ أكَلَهُ وإلَّا تَرَكَهُ )
،
وتقول عائشة : (ما شَبِعَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ تِبَاعًا مِن خُبْزِ بُرٍّ، حتَّى مَضَى لِسَبيلِهِ )
==
👈 وان أردت أن تعرف زهده وصبره على شدة العيش ؛ فقد قال ابن عباس : (دَخلَ عمرُ بنُ الخطَّابِ رضيَ اللَّهُ عنهُ علَى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وَهوَ علَى حَصيرٍ قد أثَّرَ في جنبِهِ فقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، لوِ اتَّخذتَ فِراشًا أَوثرَ مِن هذا فقالَ: ما لي ولِلدُّنيا وما لِلدُّنيا وما لي، والَّذي نَفسي بيدِهِ ما مَثَلي ومَثَلُ الدُّنيا إلَّا كَراكبٍ سارَ في يَومٍ صائفٍ فاستَظلَّ تحتَ شَجرةٍ ساعةً من نَهارٍ ثمَّ راحَ وترَكَها )
==
👈 وان أردت أن تعرف اخلاقه فى بيته ؛ فقد سُئلت عَائِشَةَ ( ما كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَصْنَعُ في بَيْتِهِ؟ قالَتْ: كانَ يَكونُ في مِهْنَةِ أهْلِهِ – تَعْنِي خِدْمَةَ أهْلِهِ – فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ خَرَجَ إلى الصَّلَاةِ )
==
👈 وان أردت أان تعرف عن حلمه مع من أساء إليه ؛ فقد قال أبو سعيد الخدرى : (جاءَ أعرابيٌّ إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يتقاضاهُ دَينًا كانَ عليْهِ فاشتدَّ عليْهِ حتَّى قالَ لَهُ أحرِّجُ عليْكَ إلَّا قضَيتَني فانتَهرَهُ أصحابُهُ وقالوا ويحَكَ تدري من تُكلِّمُ قالَ إنِّي أطلبُ حقِّي فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ هلَّا معَ صاحبِ الحقِّ كنتُم …. فقضى الأعرابيَّ وأطعمَهُ فقالَ أوفيتَ أوفى اللَّهُ لَكَ فقالَ أولئِكَ خيارُ النَّاسِ إنَّهُ لا قُدِّست أمَّةٌ لا يأخذُ الضَّعيفُ فيها حقَّهُ غيرَ متَعتَعٍ )
==
👈 وان أردت أن تعرف عن رحمته بالأطفال ؛ فقد قال أنس : (إنِّي لأَدْخُلُ الصَّلاةَ أُرِيدُ إطالَتَها فأسْمَعُ بُكاءَ الصَّبِيِّ، فَأُخَفِّفُ مِن شِدَّةِ وجْدِ أُمِّهِ بهِ )
،
وقال أنس أيضا : ( كان له أخٌ يُكنَى أبا عُمَيرٍ وكان له نُغَرٌ فمات فدخَل علينا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال ما لأبي عُمَيرٍ قالوا هلَك نُغَرُه فجعَل يقولُ وهو يُمازِحُه أبا عُمَيرٍ ما فعَل النُّغَيرُ أبا عُمَيرٍ ما فعَل النُّغَيرُ )
وغير ذلك الكثير من محاسن الأخلاق وجميل الصفات 💚
=== ؛
وأجمالا … فقد صدق عليه الصلاة والسلام حين قال : (إنما بُعِثتُ لأتمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ )
،
وقالت زوجته عائشة أحب الناس غليه وأقربهم منه : ( كان خُلُقُه القُرآنَ، أمَا تَقرَأُ القُرآنَ، قولَ اللهِ عزَّ وجلَّ: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4] )
👇
هذه شهادات ممن عاصروا النبى عليه الصلاة والسلام وعاش بينهم ورأوا أفعاله وجميل أخلاقه ككتاب مفتوح بينهم ؛ فلم يكن هناك مجال للتكلف أو الإدعاء بين أهله وأصحابه وزوجاته وأقرب الناس إليه .
..؛
ولذا … لم يكن أمام المنصفين إلا أن يُقروا بعظيم هذه الصفات والأخلاق التى لم تجتمع فى التاريخ كله إلا لدى نبى المسلمين ؛ فنجد -كمثال- الدكتور نظمى لوقا يقول فى كتابه ( محمد الرسالة والرسول ) :
👈( ما صدق بشر إن لم يكن هذا الرسول بالصادق الأمين … فهو الذى اجتمعت له آلاء الرسل وهمة البطل ؛ فكان حقا على المنصف أن يُكرم فيه المثل ويحيى فيه الرجل )
–
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا . 💚
أحدث التعليقات