شبهة:يوم يكشف عن ساق

هناك بعض الشبهات التى يُثيرها النصارى حول ذات ” الله ” سبحانه وتعالى ؛ كنتيجة طبيعية لايمانهم بإله بشرى كان يأكل ويشرب ويبول ويتبرز !

،

فعندما يسمع النصرانى صفة من صفات ” الله ” سبحانه وتعالى ، يُصور له خياله المريض وجهله العريض أن لله سبحانه وتعالى صفات بشرية !

آه وربنا … 😁

مثل فهمه لقول الله تعالى :

( يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ ) القلم42

،

ولحديث متفق عليه عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – إن رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – قال: “ يَكْشِفُ رَبُّنَا عَنْ سَاقِهِ، فَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ “

…؛

فظن المرشوم ذو الجهل المعلوم أن صفة الساق للخالق تساوى ساق المخلوقين !!

وللرد على هذا الفهم الحميرى بامتياز نقول وبالله التوفيق :

〽️ أولا : صفات الله سبحانه وتعالى ليس كمثلها شىء … لقوله تعالى :

{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى:11]

فكل ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم نُثبته بلا تمثيل للصفة ، وننزه الله بلا تعطيل للصفة .

👈 فكما أن ذات الله ليست كذواتنا … فمن الطبيعى والبديهى أن تكون صفاته ليست كصفاتنا … لأن الكلام عن الصفات فرع عن الكلام عن الذات .

؛

فإذا كانت ذات الله ليست كذواتنا ، وحياة الله ليست كحياتنا ، وقوة الله ليست كقوتنا ، وعلم الله ليس كعلمنا … طبيعى أن تكون ” ساق الله ” ليست كسيقان البشر .

👈فكل ما دار ببالك فالله بخلاف ذلك ؛ فأنت لم تر الخالق لكى تتخيل صفاته .

==

〽️ ثانيا : صفة ” الساق ” من الصفات الثبوتية الخبرية ؛ التي لا مجال فيها للعقل بأى حال من الأحوال وإنما هي سمعية…

فالصفات الأزلية الأبدية العقل يثبتها ويقبلها -وإن كانت توقيفية- ، فالعقل يثبتها ولا يعارضها كاثبات الحياة والعلم والحكمة والقدرة للخالق سبحانه .

،

و إنما أثبتنا هذه الصفة الخبرية ” لله ” سبحانه لأن الله أخبرنا بها فى قوله تعالى:

{يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ} [القلم:42].

،

كما أثبتناها لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا بها فى قوله :

يَكْشِفُ رَبُّنَا عَنْ سَاقِهِ

…؛

👈 فنحن نُثبت الصفة للخالق … ونؤمن أنها لا تُشابه صفة المخلوق .

فحقيقة معانى أسماء الله وصفاته غير حقيقة أسماء وصفات المخلوقين ؛ حتى إن اشتركت في اللفظ والمعنى العام .

،

كمثال … إن الله سمى نفسه بأسماء وصفات ، وسمى بعض عباده بنفس مسمى الأسماء والصفات …. فاشتركوا فى الاسم … وليس فى حقيقة الصفة .

؛

فقد سمى الله نفسه بالسميع البصير، وأثبت بذلك صفة السمع والبصر قال تعالى:

{إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}

وقد أثبت الله للإنسان صفة السمع والبصر قال تعالى:

{إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا}.

،

والمشابهة هنا وقعت في الاسم والمعنى العام ، والانتفاء واقع في التماثل فإن سمع وبصره الله ليس كسمع وبصر الإنسان، قال تعالى:

{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} أي: إن الله يسمع لا كسمع الإنسان، ويبصر لا كما يبصر الإنسان … وله صفات ليست كصفات الانسان .

==

〽️ ثالثا : ذهب بعض أهل العلم أن المقصود بقوله تعالى : ” يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ “

أى عن شدة وأمر عظيم … لأن العرب تستخدم هذا اللفظ فى التعبير عن نفس المعنى … يقول الشاعر : وقامت الحرب بنا عن ساق .

– قال عبد الله بن المبارك ، عن أسامة بن زيد ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : ( يوم يكشف عن ساق ) قال : هو يوم كرب وشدة .

– وقال ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ( يوم يكشف عن ساق ) قال : شدة الأمر

– وقال ابن عباس : هي أول ساعة تكون في يوم القيامة .

– وقال ابن جريج ، عن مجاهد : ( يوم يكشف عن ساق ) قال : شدة الأمر وجده .

– وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قوله : ( يوم يكشف عن ساق ) هو الأمر الشديد المفظع من الهول يوم القيامة .

..؛

👈فهؤلاء وغيرهم فسروا اللفظ بما يتوافق مع لغة العرب ؛ وهذا ليس معناه انكار الصفة أو تأويل معناها … لأنها ثابتة بتفسير النبى عليه الصلاة والسلام فى حديث (يَكْشِفُ رَبُّنَا عَنْ سَاقِهِ) .

==

〽️ أخيرا : فى الوقت الذى يعترض فيه النصارى على صفة ” الساق ” لله سبحانه ؛ نجدهم يؤمنون بإله له أجزاء وأبعاض وأعضاء بشرية … له وجه وقفا ورأس وعينان وشفتان … الخ هذه الأعضاء … البشرية فى العهد القديم ؛ ناهيكم عن تجسده على هيئة بشر يأكل ويشرب ويبول ويتبرز فى العهد الجديد !!

فمن صفات إله النصارى فى كتابهم :

* يجلس على كرسى وله أذيال 👇

اشعياء 6 : 1 ” رَأَيْتُ السَّيِّدَ جَالِساً عَلَى كُرْسِيٍّ عَالٍ وَمُرْتَفِعٍ وَأَذْيَالُهُ تَمْلَأُ الْهَيْكَلَ “

* له وجه وقفا أيضا 👇

إرميا 18 : 17 ” هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: … أُرِيهِمِ الْقَفَا لاَ الْوَجْهَ فِي يَوْمِ مُصِيبَتِهِمْ “

* له رأس وعينان بأجفان 👇

اشعياء 59 : 17 ” رَأَى الرَّبُّ وَسَاءَ فِي عَيْنَيْهِ أَنَّهُ لَيْسَ عَدْلٌ…فَلَبِسَ الْبِرَّ كَدِرْعٍ وَخُوذَةَ الْخَلاَصِ عَلَى رَأْسِهِ “

،

مزامير 11 : 4 ” الرَّبُّ فِي السَّمَاءِ كُرْسِيُّهُ. عَيْنَاهُ تَنْظُرَانِ. أَجْفَانُهُ تَمْتَحِنُ بَنِي آدَمَ “

* له فم وشفتان ولسان 👇

عدد 12 : 8 ” عَبْدِي مُوسَى فَليْسَ هَكَذَا بَل هُوَ أَمِينٌ فِي كُلِّ بَيْتِي. فَماً إِلى فَمٍ وَعَيَاناً أَتَكَلمُ مَعَهُ لا بِالأَلغَازِ “

،

اشعياء 7 : 20 ” الرَّبِّ يَأْتِي مِنْ بَعِيدٍ. غَضَبُهُ مُشْتَعِلٌ وَالْحَرِيقُ عَظِيمٌ. شَفَتَاهُ مُمْتَلِئَتَانِ سَخَطاً وَلِسَانُهُ كَنَارٍ آكِلَةٍ “

،

* له أنف وأذن 👇

2صموئيل 22 : 9 ” صَعِدَ دُخَانٌ مِنْ أَنْفِهِ، وَنَارٌ مِنْ فَمِهِ أَكَلَتْ. جَمْرٌ اشْتَعَلَتْ مِنْهُ “

،

2ملوك 19 : 16 ” أَمِلْ يَا رَبُّ أُذُنَكَ وَاسْمَعْ. افْتَحْ يَا رَبُّ عَيْنَيْكَ وَانْظُرْ “

،

* له رجل وقدم

خروج 24 : 10 ” وَرَأُوا إِلَهَ إِسْرَائِيلَ وَتَحْتَ رِجْلَيْهِ شِبْهُ صَنْعَةٍ مِنَ الْعَقِيقِ الأَزْرَقِ الشَّفَّافِ وَكَذَاتِ السَّمَاءِ فِي النَّقَاوَةِ “

،

اشعياء 66 : 1 ” قَالَ الرَّبُّ: السَّمَاوَاتُ كُرْسِيِّي، وَالأَرْضُ مَوْطِئُ قَدَمَيَّ “

* له ذراع وأصابع 👇

تثنية 26 : 8 ” سَمِعَ الرَّبُّ صَوْتَنَا .. فَأَخْرَجَنَا مِنْ مِصْرَ بِيَدٍ شَدِيدَةٍ وَذِرَاعٍ رَفِيعَةٍ “

،

مزامير 8 : 3 ” أَرَى سَمَاوَاتِكَ عَمَلَ أَصَابِعِكَ الْقَمَرَ وَالنُّجُومَ الَّتِي كَوَّنْتَهَا “

…. الخ هذه الأعضاء البشرية التى ينسبها النصارى للإله خالق السماوات والأرض فى العهد القديم ؛

ثم حوّلوا هذا الإله إلى انسان يأكل ويشرب ويبول ويتبرز ؛ وجعلوه يُقتل مهانا ملعونا عريانا معلقا على خشبة …. من أجل سواد عيونهم !!

…؛

فبأى وجه بعدها يعترضون على صفات الله ” سبحانه ” الذى ….

{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} 💚

You may also like...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *