جرجس تعب الشيطان نفسيا !
– مالك ياض يا ناصور ؟ قاعد لوحدك وساكت كدا … مش عوايدك ياض ؟
= يلتفت ناصور إلى بعيون دامعة ويقول بانكسار : سيبنى دلوقت يا زعزوع ، أنا مش طايق نفسى .
– يسحب زعزوع كرسيا ليجلس فى مواجهة ناصور : دا انت مخنوق بجد ؟ استهدى بابليس كدا وقول لى مالك ؟
= يضع ناصور وجهه بين كفيه باكيا وهو يقول : بأفكر أنتحر يا زعزع يا أخويا ، كنت هأدخل الجامع وأرمى نفسى قدام الإمام وهم بيصلوا الجمعة إللى فاتت لولا الشيطان لحقنى
– زعزوع مندهشا : ليه بس كدا يا أخويا ؟ دا أنت كنت مليان همة ونشاط وكلنا كنا بنحلف بموهبتك فى الشيطنة … جرالك إيه بس ؟!!
= يتنهد ناصور تنهيدة طويلة قبل أن يقول متألما : فاااااااكر لما الشيطان الأكبر وكل لى مهمة إنى أوسوس لبنى آدم مصرى اسمه جرجس وقال لى عاوزك تخرج مواهبك معاه ؟
– زعزوع : طبعا فاكر ؛ وانت قلت إنها فرصة تثبت موهبتك فى الشيطنة لأبونا ابليس … وكنت رايح المهمة دى وانت متفائل جدا
= ناصور : أهو الشخص دا قدر يطفى شعلة الشيطنة إللى جوايا ، دا أحبطنى يا زعزع يا أخويا ، دا كل يوم معاه بيخلينى أحتقر نفسى .. تخيل !!
– زعزوع: أعوذ بالشيطان من الملاك الكريم … ليه بس كدا ؛ أمال لو مكنش كافر ومرشوم كان هيعمل فيك إيه ؟!!
=ناصور : ما هى دى المشكلة … أنا كنت بأفكر وأخطط إزاى أوقعه فى الكفر ، وعمال بقى أتكتك هأخليه يكفر بالخالق إزاى … وأتفرج عليه وهو بينفذ خططى ، وأفرح انا لشطارتى وأفرح ابليس بيا … تمام ؟
– زعزوع : تمام أوى … وانت قدها وقدود يا صاحبى … أنا عارفك شيطان مشيطن
= ناصور غاضبا : شيطان إيه بس … دا المرشوم دا لقيته عدانى بمراحل ؛ أنا كان منتهى أملى أخليه يشرك بالله أو حتى يلحد … انما توصل لكدا … الكافر !
– زعزوع مستغربا : وهو هيعمل إيه أكبر من الشرك والإلحاد ؟ يا راجل اتكلم … قلقتنى
=ناصور : تخيل يا زعزع يا أخويا … تخيل … لا مش قادر أقول … أستغفر الشيطان الرجيم
-زعزوع : يا جدع قول وفضفض … ما تكتمش فى نفسك أحسن نارك تنطفى ويجيلك جلطة
= ناصور : تخيل … بيؤمن بكتاب وبيقدسه … والكتاب دا بيوصف الإله بالخروف واللبوة والحشرات … تخيل !!
– زعزوع فزعا : انت بتقول إيه ؟ مش يمكن انت إللى فهمت غلط !!
= ناصور : أبدا وحياة الشيطان يا اخويا … دا أنا اتأكدت بنفسى ، وياريتنى ما فتحته ولا قريت إللى فيه !
– زعزوع : وهو فيه حاجة غير وصف الإله بالخروف واللبوة ؟
= ناصور : تصور يا صاحبى … لقيت فيه قصص اباحية وألفاظ جنسية ، لدرجة إن مشاعرى اتحركت وكنت عاوز أغتصبه شخصيا
– زعزوع : بتهزر انت … صح ؟
= ناصور : لا وعهد الشيطان … أمال لو قلت لك إنه بيؤمن إن الإله بيتجسد فى حتة عيش وشوية خمرة هتصدقنى ؟ بياكلوا لحم الإله وبيشربوا دمه يا زعزع يا اخويا .. اهىء .. اهىء
-زعزوع : لاااااااا يااااااااا راااااااااااجل … انت أكيد بتسرح بيا
= ناصور مادا يده : طب عهد مين دا ؟
– يمد زعزوع يده ويمسك بكف ناصور : عهد الشيطان الرجيم
= ناصور : والشيطان يا اخويا بيؤمنوا إن الإله مات مهانا ملعونا مقتولا متفولا على وجهه ملعونا على خشبة علشان سواد عيونهم
– يضع زعزوع يده على جبين ناصور : انت أكيد تعبان يا نصنص … دا حتى حرارتك منخفضة ونارك شكلها ضعيف … ما تروح الفرن سخن قرونك شوية كدا يمكن تولع
= ناصور : أنا عارف إن مفيش حد هيصدقنى … أنا بأتعذب مع الشخص دا يا نصنص يا أخويا ، دا انا قاعد فى بيته كأنى قاعد فى فردة شراب معفن كان لابسها واحد ميت ورجله عفنت فيها … صدرى تعبنى من الريحة يا زعزع
– زعزوع : ليه كدا بس ؟ دا حتى مصر هواها نضيف … دى كانت أحلى أيام حياتى لما خدمت فيها … هييييييييح
= ناصور مغضبا : ما انت ما دخلتش بيت مرشوم بيتبرك برمم قديسين وبيدهن زيوت معفنة وبيعلق حجاب فيه ضوافر وشعر ناس ميتة …ما تعصبنيش
– زعزوع : يا خبر أحمر ؟! دا إللى بيعبدوا البقر ما بيعملوش كدا
= ناصور : علشان تعرف أنا بأعانى قد إيه مع المرشوم دا … عقدنى نفسيا يا زعزوع يا اخويا
– زعزوع : طب ما توسوس له بحاجة تانية ، سيبك من الإله إلى بيعبده ومن الكتاب إللى بيقدسه … ما تخرب له بيته مثلا … دا الشيطان هيفرح بيك أوى
= ناصور بنظرة ذابلة : تفتكر ما حاولتش ؟ دا أنا فيوم خليت البيت مولع نااااار ، خليته يتحرش بمرات صاحبه وخليت صاحبه يكلم مراته ، وخليت مراته تقابل جارهم … وكشفت كل دا فى مشهد درماتيكى وكانت فضيحة … وقلت خلاص هيطلقوا !
– زعزوع : جدع يانصنص … وأكيد اطلقوا وخربت لهم البيت … تمام ؟
= ناصور باكيا : طلعوا ما بيطلقوش والكنيسة أجبرتهم يعيشوا مع بعض ، وبقى مشهور فى الحتة إنه قرنى … وهو مبسوط ولا على باله … أنا يئست خلاااااص
– زعزوع : استهدا بالشيطان كدا بس واجمد يا راجل ، مش حتة بنى آدم يعمل فيك كدا
= ناصور : ما انت مش متخيل العذاب إللى أنا فيه ؛ دا بيعدى أحلامى فى الوسوسة ومخلينى عاطل ، حتى الوسوسة العادية أحبطنى فيها .. لا كفر شغال معايا ولا وسوسة بتنفع معاه
– زعزوع : إزاى الكلام دا ؟
= ناصور : أوسوس له يشترى عربية ويشغل أغانى ويشاغل بنات يقول لى دافع العشور وممعيش أجيب عربية ، طب روح اشرب خمرة واسكر يقول لى بأشرب دم الرب ، طب يا ابن الحلال اتفرج على أفلام اباحية يقول لى كفاية المناظر إللى بأشوفها فى الكنيسة ….
أنا بقيت فاشل يا زعزع يا أخويا .. أنا فاشل
– زعزوع محاولا تهدئته : ولا فاشل ولا حاجة … انت بس محتاج كام يوم تريح فيها أعصابك إللى تعبت من ابن المرشومة دا
= ناصور : أنا فعلا قدمت طلب اجازة للشيطان الأكبر وهو وافق ، بعت له الواد خربط ابن زخبيلة يكمل معاه ؛ إنما انا خلاص تبت من الوسوسة للمراشيم ، مش لاقى فرصة أوسوس لهم ، بأستصغر نفسى قدامهم أوى
– زعزوع : شر ما عملت ، وأهو الواد خربط هيتعامل معاه بغباوة ، دا ابن جن وأنا عارفه هههه
** صوت يتدخل فى الحوار : ما سمعتوش إللى حصل للواد خربط ؟
-= ناصور وزعزوع فى صوت واحد : حصل له إيه ياض يا طلمش ؟
** طلمش : بيقولوا دخل مسجد للمسلمين بالغلط واتحرق هناك ، المجحوم كان سالف منى تعويذه يخوف بيها مرشوم مصرى ، ما تعرفوش وداها فين ؟
-= ينظر ناصور إلى زعزوع نظرة ذات مغزى … ثم ينهمر كلاهما فى البكاء !😭
أحدث التعليقات