شبهة : نبى المسلمين كان سبابا

كعادة بعض النصارى وما يتمتعون به من قلة فهم ممزوج بالكثير من سوء النية تجرأوا على الافتراء على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ؛ ووصفوه بأنه كان سبابًا ولعانًا !!👇

واستدلوا بحديث ٍ جاء في صحيحِ مسلمٍ كِتَاب ( الْبِرِّ وَالصِّلَةِ وَالْآدَابِ ) بَاب ( مَنْ لَعَنَهُ النَّبِيُّ أَوْ سَبَّهُ أَوْ دَعَا عَلَيْهِ وَلَيْسَ هُوَ أَهْلًا لِذَلِكَ كَانَ لَهُ زَكَاةً وَأَجْرًا وَرَحْمَةً) برقم 4705 عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ :

دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلَانِ فَكَلَّمَاهُ بِشَيْءٍ لَا أَدْرِي مَا هُوَ فَأَغْضَبَاهُ فَلَعَنَهُمَا وَسَبَّهُمَا فَلَمَّا خَرَجَا قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَصَابَ مِنْ الْخَيْرِ شَيْئًا مَا أَصَابَهُ هَذَانِ قَالَ: وَمَا ذَاكِ ؟قَالَتْ قُلْتُ: لَعَنْتَهُمَا وَسَبَبْتَهُمَا. قَالَ : ” أَوَ مَا عَلِمْتِ مَا شَارَطْتُ عَلَيْهِ رَبِّي “؟ قُلْتُ : ” اللَّهُمَّ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ فَأَيُّ الْمُسْلِمِينَ لَعَنْتُهُ أَوْ سَبَبْتُهُ فَاجْعَلْهُ لَهُ زَكَاةً وَأَجْرًا “.


وللرد على هذا الجهل الفاضح والاستحمار الواضح نقول وبالله التوفيق : 👇

🔥 أولا : مجرد النظر فى تلك الشبهة يؤكد لنا حالة تعمد عدم الفهم واللجوء للاستنتاج الحميرى الغير صحيح لسيرة النبى صلى الله عليه وسلم من قِبل معاشر المراشيم …


فالنبى عليه الصلاة والسلام كان ولي أمر المسلمين ، والولي يحتاج إلى شيء من الشدة في بعض المواقف ، كي يستقيم حال الناس ، وتعتدل أمورهم ، ولا يغرهم حلم الوالي ، ولا صفح الحاكم فإصلاح المجتمعات لا يكون إلا بإقامة العدل ، وتطبيق الشرع ، وإلا أفسد الحلم حياة الناس ، وعاد على أصله بالنقض والإبطال .

وهذا هو ما استنبطه القاضي عياض رحمه الله من حديث معاذ المذكور في السؤال ، قال : ” فيه تأديب الحاكم باللسان ، والسب غير المقزع نفسه ” انتهى

…؛

وما وقع من سبه ودعائه ونحوه ليس بمقصود، بل هو مما جرت به عادة العرب في وصل كلامها بلا نية، كقوله: تربت يمينك، عقرى حلقى، وفي الحديث (لا كبرت سنك) وفي حديث معاوية (لا أشبع الله بطنك) ونحو ذلك، لا يقصدون بشئ من ذلك حقيقة الدعاء

……؛

ولذا خاف النبى صلى الله عليه وسلم أن يصادف شئ من ذلك إجابة لأنه رسول الله ومستجاب الدعوة … ، فسأل ربه سبحانه وتعالى في أن يجعل دعائه على من أغضبه وسبه .. رحمة له وكفارة، وقربة وطهورا وأجرا ؛ حتى وان كان يقع هذا منه في النادر والشاذ من الأزمان، ولم يكن صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا ولا لعانا ولا منتقما لنفسه

،

و في الحديث عندما قالوا:ادع على دوس، فقال: اللهم اهد دوسا.

وقال: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون .

👇

👈 فمعنى الحديث … أى إنسان سبه النبى صلى الله عليه وسلم أو شتمه من المسلمين فإن ذلك يقع مغفرة من الله على من وقع عليه هذا السب أو الشتم وذلك بشرط كونه مستحقا لهذه المغفرة والرحمة .==

🔥 ثانيا : ادعاءهم أن رسول الله كان سبابًا ولعانًا….. ادعاء باطل ؛ لان معنى سبابًا ولعانًا أي : كثير السب واللعن…. وهذا لم يثبت عنه أبدًا ، بل ثبت العكس من ذلك كما في الحديث عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ :

لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَاحِشًا، وَلَا مُتَفَحِّشًا ، وَلَا صَخَّابًا فِي الْأَسْوَاقِ ، وَلَا يُجْزِي بِالسَّيِّئَةِ مِثْلَهَا وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ “.

؛

بينما الحديث الذي معنا يذكر موقفاً نااااادراً فريداً ، ولم يُنقل عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يسب و يلعن بل كان صلى الله عليه وسلم أطيب الناس وأرأف الناسِ وأرحمهم … دلت على ذلك أدلةٌ كثيرةٌ منها …

* ما رواه أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : ” لَمْ يَكُنْ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَبَّابًا وَلَا فَحَّاشًا وَلَا لَعَّانًا كَانَ يَقُولُ لِأَحَدِنَا عِنْدَ الْمَعْتِبَةِ مَا لَهُ تَرِبَ جَبِينُهُ “.


* وأيضا عن أَنَسِ بن مَالِكٍ قال: (خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَشْرَ سِنِينَ والله ما قال لى أُفًّا قَطُّ ولا قال لى لِشَيْءٍ لِمَ فَعَلْتَ كَذَا وَهَلَّا فَعَلْتَ)

…؛

فقولهم بأنه صلى الله عليه وسلم كان سبابًا ولعانًا….. ناتج عن خيال مريض، وحقد دفين ، وحرقان مستمر ، وكره مستعر

🤓👇فالحلم والأناة وعفة اللسان من أعظم صفات نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، حتى إن الثناء عليه بهذه الصفات سبق في كتب الأنبياء تَنَزُّلَه في القرآن الكريم .يقول الله عز وجل عن نبيه :

( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ )

==

🔥 ثالثا : ما معنى السب فى لغة العرب ؟
يفهم معاشر المراشيم أن السب يعنى البذىء من الأقوال كما هو متعارف عليه الآن ؛ ولكن لكى نفهم معنى الكلمة لابد ان نعرف معناها فى لغة العرب لنفهمها كما عبروا هم عنها ..؛


👈 السب فى لغة العرب … السُّـبَّة: العارُ؛ ويقال: صار هذا الأَمر سُبَّةً عليهم، بالضم، أَي عاراً يُسبُّ به.

ويقال: بينهم أُسْبوبة يَتَسابُّونَ بها أَي شيء يَتشاتَمُونَ به.؛فالسب هو ذكر ما يُعير به الشخص ويُعاب ويُشتم به ؛ وليس المقصود منه اضافة او اختراع مسبة او سبه بما لم يعيبه دين .


* وفى الحديث قال سيدنا ابى ذر (…إني ساببت رجلا فعيرته بأمه فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا ذر أعيرته بأمه إنك امرؤ فيك جاهلية …..)


* وفى الحديث عن عائشة عن أم مسطح ( … فأقبلت أنا وأم مسطح بنت أبي رهم نمشي ، فعثرت في مرطها ، فقالت : تعس مسطح ، فقلت لها : بئس ما قلت ، أتسبين رجلا شهد بدرا )
👇

فكلمة مثل (تعس) كانت تُعد سبابا عندهم, أو مثل الكلمات التي كانو يستخدمها العرب لوصل الجمل مثل (ثكلتك أمك, تربت يداك….) فالسب ليس بالمعنى الذى نعرفه فى زماننا والذى تخطر ألفاظه على بال خراف مرشومة فى أشكال بنى آدم .

==


🔥 رابعا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ) ؛ فكيف ينهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن السب ويسب ؟


من المعلوم لأى عاقل أن هناك نوعين من الغضب … غضب لله ولانتصار الحق وغضب الانتصار للنفس ؛ وما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغضب لنفسه ولا ينتقم لها ؛ بل كان غضبه عندما تنتهك حرمات الله تعالى.


* ففى الحديث عن عائشة قالت ( … والله ما انتقم لنفسه في شيء يؤتى إليه قط حتى تنتهك حرمات الله عز وجل، فينتقم لله عز وجل )

ومحارم الله هي الأمور التي حرمها، قال الإمام النووي، وانتهاك حرمة الله تعالى هو ارتكاب ما حرمه….؛ صحيح أن رسول الله بشر يرضى ويغضب، ولكنه أكمل الناس وأحسنهم خلقاً، وغضبه لا يحمله على مجاوزة الحق، فهو لم ينتقم لنفسه قط ؛ بل كان يحلم ويعفو ويصفح إلا أن يكون حق لله تعالى فينتقم لله عز وجل


* وفى الحديث عن أبى هريرة ( قيل يا رسول الله ادع على المشركين . قال : إنى لم أُبعث لعانا ، وإنما بعثت رحمة )


* وفى الحديث ( قيل له : ادعُ على دَوس فقال: « اللهم اهد دوسًا » )


* وقال فى موضع آخر ( « اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون » )


* ولم يدع على أهل الطائف الذين آذوه ، وعفى عن أهل مكة الذين اضطهدوه …؛ فعندما يصل الأمر لأذى له شخصيا بعيدا عن حرمات الله لم يتنصر لنفسه قط .


فغضبات المرسلين حسنات ورحمات للمؤمنيين . 👉
==

🔥 أخيرا … هذا الحديثَ يذكر أن نبيَّنا صلى الله عليه وسلم سب ولعن شخصين غضبًا لله مرة واحدة ، ولأنه بشر صلى الله عليه وسلم…..

؛ بينما نجد أن الكتابَ المقدس ينسب لنبيِّ اللهِ موسى أنه في حالةِ غضبِه كسر اللوحين اللذين خطهما اللهُ بيده ؛ فيهما التعاليم والقداسة …!


وأتساءل : لماذا لم يطعن المعترضون على ما فعله موسى ؟!!هل سب شخص فى اعتقاد النصارى أعظم من كسر ألواح الشريعة التى خطها الرب بيده ؟!!

…؛

* وحتى اننا لا نعلم ما قاله النبيُّ صلى الله عليه وسلم للرجلين اللذين أغضباه ….. ينسب الكتابُ المقدس إلى شاول أنه في حالةِ غضبه سب ابنه سبًا خارجا ؛ يا ابن المومس ) !!! … صموئيل الأول إصحاح 20 عدد 30

👇

بل إن إله النصارى بنفسه كان يسب ويلعن مخلوقاته 😱


– قام بشتم معلموا الشريعة قائلاً لهم : (( يا أولاد الافاعي ))


_ وشتمهم في موضع آخر قائلاً لهم : (( أيها الجهال العميان ))


_ وقد شتم تلاميذه ، إذ قال لبطرس كبير الحواريين : (( يا شيطان ))


_ وشتم آخرين منهم بقوله : (( أيها الغبيان والبطيئا القلوب في الإيمان ! ))


_ بل ان يسوع شتم أحد الذين استضافوه ليتغدى عنده ، شتمه في بيته : (( أنتم الآن أيها الفريسيون تنقون خارج الكأس وأما باطنكم فمملوء اختطافاً وخبثاً يا أغبياء ! ويل لكم أيها الفريسيون ! )) ….. الخ الخ


👇يسوعكم أيها المراشيم الغواشيم يشتم الناس ويصفهم بالكلاب والخنازير وأشرار وفساق و اولاد الافاعي و يضرب التجار بالسوط ؛ ويصف الأنبياء بالسراق واللصوص !


فإن كنتم تعيبون على نبيا غضبته للحق وسبه مرة فى حياته حمّية لدين الله ؛ فلم تؤمنون بأنبياء كتابكم ، ولم تعبدون الها كان سبابا لعانا كما ذكر كتابكم الــــ ….. الــــ ….. مقدس 😉

You may also like...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *