أين إنجيل المسيح ؟

الكل يعلم أننا كمسلمين نؤمن بإنجيل المسيح ؛ كلام الله الذى أنزله الله على عبده ورسوله المسيح عيسى ابن مريم ؛ لقوله تعالى:

{وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ} [المائدة:46]

؛ بينما النصارى يؤمنون بأناجيل التلاميذ وتلاميذ التلاميذ مثل متى ومرقص ولوقا ويوحنا !!

فهل كان يوجد انجيل حقيقى للمسيح ؟ 🤔

〽️ أولا : القارىء لنصوص العهد الجديد يجد أن هناك نصوصا تؤكد أن هناك إنجيلا نزل على المسيح يسمى انجيل الله أو انجيل المسيح

مثل قول بولس فى تسالونيكى الثانية 1 : 8

” مُعْطِياً نَقْمَةً لِلَّذِينَ لاَ يَعْرِفُونَ اللهَ وَالَّذِينَ لاَ يُطِيعُونَ إِنْجِيلَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ “

يتكلم هنا عن إنجيل حقيقى وليس بشارة ؛ لأن البشارة يؤمن بها أما فى النص فيوبخهم لأنهم لا يطيعون ولا يعملون بما فيه … ؛ ولذا سيعاقبون بهلاك أبدى .

،

وفى كولوسى 1 : 23

” إِنْ ثَبَتُّمْ عَلَى الإِيمَانِ، مُتَأَسِّسِينَ وَرَاسِخِينَ وَغَيْرَ مُنْتَقِلِينَ عَنْ رَجَاءِ الإِنْجِيلِ، الَّذِي سَمِعْتُمُوهُ، الْمَكْرُوزِ بِهِ فِي كُلِّ الْخَلِيقَةِ الَّتِي تَحْتَ السَّمَاءِ، الَّذِي صِرْتُ انَا بُولُسَ خَادِماً لَهُ “

يتحدث بولس عن إنجيل حقيقى مسموع ومقروء وليس مجرد بشارة ….

👈ويجب أن ينتبه القارىء أن بولس كتب رسائله و قرئت فى الكنيسة و تسجلت فى فكر المؤمنين قبل كتابة الأناجيل الثلاثة الأولى بعشرات السنين !

👈 فبولس يتكلم عن إنجيل يسمى بإنجيل المسيح كان موجودا في عهد الحواريين الذين عاصروا المسيح وسمعوا أقواله ؛ وقبل أن تظهر الأناجيل الأربعة الموجودة بين يدى النصارى الآن .

،

* وأيضا من كلام المسيح نفسه وهو يتحدث عن انجيله – وبالطبع لم يكن المقصود أناجيل التلاميذ ومن بعدهم – فى قصة المرأة التى دهنت جسد يسوع بالطيب فى متى 26 : 13

” اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: حَيْثُمَا يُكْرَزْ بِهَذَا 👈الإِنْجِيلِ فِي كُلِّ الْعَالَمِ،يُخْبَرْ أَيْضاً بِمَا فَعَلَتْهُ هَذِهِ تَذْكَاراً لَهَا “

،

وأيضا نجد أن الأناجيل الحالية قد وصفت إنجيل المسيح الذى نتحدث عنه بــ ” كلمة الله ” او تسميه ” الكلمة ” ؛ وهذا هو الذى كان يأتى الناس للمسيح عليه السلام ليسمعوه منه كما فى

لوقا 5 : 1

” وَإِذْ كَانَ الْجَمْعُ يَزْدَحِمُ عَلَيْهِ لِيَسْمَعَ 👈كَلِمَةَ اللهِ ” كلمة الله = إنجيل الله

،

وفى مرقص 2 : 2

” فآجتَمَعَ مِنهُم عَدَدٌ كثير، ولَم يَبقَ موضِعٌ خالِياً حتَّى عِندَ الباب ، فأَلقى إِلَيهِم 👈كلِمةَ الله ” ( اليسوعية )

👈 فيسوع يتكلم عن كتاب بين يديه يحتوى كلام الرب وتعاليمه ؛ وكان المؤمنين به يستمعون له وهو يقرأ كَلِمَةَ اللهِ

****

〽️ ثانيا : هناك الكثير من النصوص التى تؤكد ان المسيح كان يُوحى إليه من قبل الله ؛ كما فى يوحنا 12 : 49

” لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي، لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50 وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ، فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ “

👈هذه الوصية هى التى نبحث عنها وهى انجيل المسيح كلام الآب وليس كلام المسيح .

،

* حتى أن يوحنا المعمدان ذكر انجيل المسيح ” الشهادة ” كوحى من السماء فى يوحنا 3 : 31 -34

” اَلَّذِي يَأْتِي مِنَ السَّمَاءِ هُوَ فَوْقَ الْجَمِيعِ،32 وَمَا رَآهُ وَسَمِعَهُ بِهِ يَشْهَدُ، وَشَهَادَتُهُ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْبَلُهَا. 33وَمَنْ قَبِلَ شَهَادَتَهُ فَقَدْ خَتَمَ أَنَّ اللَّهَ صَادِقٌ، 34لأَنَّ الَّذِي أَرْسَلَهُ اللَّهُ يَتَكَلَّمُ بِكلاَمِ اللَّهِ. لأَنَّهُ لَيْسَ بِكَيْلٍ يُعْطِي اللَّهُ الرُّوحَ. “

👈فشهادة يسوع هى كلام الله ؛ لأنه مرسل من الله .ومن يكذبها فقد كذب الله .

،

* ويقول المسيح أن الله أعطاه كلاما ووحيا حفظه التلاميذ وآمنوا به؛ كما آمنوا أن المسيح مرسل من عند الله فى يوحنا 17 : 6

” وَقَدْ حَفِظُوا كلاَمَكَ.7وَالآنَ عَلِمُوا أَنَّ كُلَّ مَا أَعْطَيْتَنِي هُوَ مِنْ عِنْدِكَ، 8لأَنَّ 👈الْكَلاَمَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ، وَهُمْ قَبِلُوا وَعَلِمُوا يَقِيناً أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِكَ، وَآمَنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي “

،

كما يقول المسيح فى لوقا 8 : 21

” وَقَالَ لَهُمْ: «أُمِّي وَإِخْوَتِي هُمُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ 👈كَلِمَةَ اللهِ وَيَعْمَلُونَ بِهَا “

فيقول أن خاصته هم من يسمعون كلمة الله ويعملون بها …. ؛ فأين هذه الكلمة التى كانت موجودة قبل أناجيل التلاميذ ومن بعدهم ؟ 🤔

،

وفى يوحنا 14 : 24

” اَلَّذِي لاَ يُحِبُّنِي لاَ يَحْفَظُ كَلاَمِي. وَ 👈الْكَلاَمُ الَّذِي تَسْمَعُونَهُ لَيْسَ لِي بَلْ لِلآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي

فالكلام الذى كان ينبغى لهم أن يسمعوه ليس كلام المسيح ؛ إنما هو كلام الله الآب الذى أرسل المسيح ؛

فأين هو هذا الكلام ؟ 🤔

***

〽️ ثالثا : يقول النصارى : لن نؤمن أن الإنجيل محرف إلا إذا أحضرتم لنا الإنجيل الصحيح !!

نقول : نحن لا يلزمنا إحضار الإنجيل الصحيح ؛ لأنكم أنتم من تخلص من الأناجيل ؛ ففى لوقا 1 : 1

” إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا “

فقد كان هناك الكثير فى القرن الميلادى الأول كتبوا أناجيل وقصص ؛ بالإضافة إلى إنجيل المسيح عليه السلام .

،

وتقول دائرة المعارف الأمريكية أنه كان يوجد أكثر من 74 إنجيل كانت موجودة فى القرن الميلادى الأول ؛ منها إنجيل منسوب للمسيح وانجيل منسوب لمريم وإنجيل منسوب لبطرس وانجيل آخر منسوب لمتى … الى غيرهم من تلاميذ المسيح .. ؛

حتى جاءت الكنيسة فى مجمع نيقية سنة 325 م وأمرت بحرق هذه الأناجيل والتخلص منها جميعا ؛ واختارت أربعة أناجيل فقط واعتبرتها هى كلام الله ؛

بل استصدرت قرارا امبراطوريا بقتل واضطهاد كل من كان عنده انجيل مخالف لما اختارته من الأناجيل ؛ ففقدت جميع النسخ من بين أيدى الناس ـ وان وُجد بعض منها فى المخطوطات النادرة فى العصر الحديث ـ

..؛

ولذا سنجد شبه إجماع من علماء النقد النصى أن كتبة الأناجيل كانوا يقتبسون من مصدر وااااااحد ؛ أطلق عليه علماء الكتاب المقدس ( المصدر Q ) أو الإنجيل المفقود !!

👇

فنقول لمن يطالبنا بإحضار إنجيل المسيح : أحضروا لنا الــ 74 إنجيل التى كانت موجودة فى القرن الميلادى الأول ؛ أو الإنجيل الذى كان يقتبس منه كتبة العهد الجديد ….

ووقتها … نحن سنخرج لكم من بينها إنجيل المسيح 🙂

…؛

فكيف تحرقون جميييييع النسخ ،وتضطهدون وتقتلون كل من وجدتم عنده نسخة مخالفة لما اختارته الكنيسة ، وتُهملون وتضيعون الإنجيل المصدر الذى كان يقتبس منه كتبة العهد الجديد … ثم تطالبون بعدها بإحضار النسخة الأصلية ممن يتهمكم بالتحريف والإهمال !!

أى جنون هذا ؟!!

***

〽️ رابعا : الكثير من النسخ التى أُحرقت بأمر الكنيسة كانت منسوبة لبعض تلاميذ المسيح ؛ بينما نجد لوقا الذى لم ير المسيح وليس من تلاميذه ولا حتى من تلاميذ تلاميذه أصبح كلامه جزءا من كلام الله ، وحتى مرقص الذى لم ير المسيح أصبح انجيله جزءا من كلام الله !

..؛

أما انجيل بطرس الذى وُجد فى نجع حمادى رفضته الكنيسة

وإنجيل برنابا الذى ينسب إلى أحد الحواريين رفضته الكنيسة

وإنجيل يعقوب رفضته الكنيسة

وإنجيل متيا – انجيل لمتى غير الموجود فى البايبل – رفضته الكنيسة

وإنجيل المصريين المنسوب لمرقص رفضته الكنيسة

وإنجيل مريم رفضته الكنيسة

وإنجيل العبرانيين رفضته الكنيسة

وانجيل بطرس رفضته الكنيسة ؛ ولكنها قبلت رسائله

وانجيل يهوذا رفضته الكنيسة ولكنها قبلت رسائله

… ؛

وحتى الآن لاااااا يعرف أحد ما هو المقياس الذى اتخذته الكنيسة لاختيار الكتاب المقدس ؛ ان كان جميع من كتب الاناجيل التى رفضتها تعتبرهم الكنيسة قديسين وكانوا من تلاميذ المسيح وكتبوا أناجيلهم قبل متى ومرقص ولوقا ويوحنا ؟ !

***

〽️ أخيرا : يدعى النصارى أن كلمة إنجيل أساسا هي كلمة ليست عربية وأنها تعني البشارة أي البشارة بيسوع المسيح ؛ ويدحض هذا الإدعاء أن المترجمون وضعوها كما هي ولم يترجموها ( الإنجيل = evangel ) .. ترجموا الإنجيل كله ما عدا تلك الكلمة !! لماذا ؟؟ 🤔

لأن كلمة ( الإنجيل = evangel ) هي اسم عَلَم وضعت كما هي, وهي تشير إلي كتاب اسمه الإنجيل … والأسماء لا تُترجم . 🙂

والسؤال : أين إنجيل المسيح الذى كان يُبشر به بلغته … الآرامية ؟ 🙂

You may also like...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *