شبهة: الرجل يرى امرأته تزنى فيتركها ليحضر الشهود
من الشبهات التى يثيرها النصارى .. شبهة حول حديث سعد بن عُبَادة عندما قال :
يا رسول الله ، لو وجدتُ مع أهلي رجلًا لم أمسَّه حتى آتي بأربعة شهداء؟ قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((نعم))، قال: كلَّا والذي بعثك بالحق، إن كنت لأعاجله بالسيف قبل ذلك، قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((اسمعوا إلى ما يقول سيدكم؛ إنه لغيور، وأنا أغير منه، والله أغير مني))
.. ؛
فيقول النصارى : كيف يرى الرجل زوجته تزنى ثم يتركها ليحضر الشهود ؟
=
وللرد على هذه الشبهة نقول وبالله التوفيق :
👇
⚡️ أولا : الحديث لا يتكلم عن لو دخل رجل البيت ووجد زوجته تزنى مع رجل ؛ لأن فى هذه الحالة لن تثبت عملية الزنا ..لأن الزنا سينتهى ولن يتسع الوقت لإحضار الشهود وثبوت الشهادة …. بداهة
فالمراد من الحديث : إذا أراد الزوج أن يُثبت على زوجته الزنا لإقامة حد الرجم عليها و هو يعلم عنها أنها تزنى من قبل فليُحضر الشهود الأربعة لإقامة البينة عليها ؛ وهذا من الصعب تحقيقه .
،
لذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ولم يثبت الزنا بطريق الشهادة من فجر الإسلام إلى وقته ، وإنما ثبت بطريق الإقرار ” انتهى من “الشرح الممتع” (14/257)
فمعنى هذا الحديث هو : حتى يتم تطبيق الحد يجب إحضار أربعة شهود و إلا كثُر القذف والقتل بدون دليل و بينة . 👉
==
⚡️ ثانيا : هذا الحديث كان قبل نزول حكم ” اللعان “
ففى مسلم أن رجلا أتى لرسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فسألَه فقال : لو أنَّ رجلًا وجد مع امرأتِه رجلًا فتكلم جلدتموه ، أو قتل قتلتموهُ ، أو سكت سكت على غيظٍ . فقال ” اللهم ! افتحْ ” وجعل يدعو . فنزلت آيةُ اللعان )
” وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاء إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (6) وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (7) وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (8) وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ (9) ” سورة النور
،
و بهذا اللعان يبقى علم الصادق من الكاذب عند الله ؛ وبهذا اللعان يتم التفريق بينهما إلى الأبد 👉
==
⚡️ ثالثا : من تعرض لهذا الموقف فقتل الزاني بامرأته لاقصاص ولا دية عليه في المذاهب الأربعة ؛ لما روي : «أن عمر رضي الله عنه بينما هو يتغدى يوماً، إذ أقبل رجل يعدو، ومعه سيف مجرد ملطخ بالدم، فجاء حتى قعد مع عمر، فجعل يأكل، وأقبل جماعة من الناس، فقالوا: يا أمير المؤمنين، إن هذا قتل صاحبنا مع امرأته، فقال عمر: ما يقول هؤلاء؟ قال: ضرب الآخر بين فخذي امرأته بالسيف، فإن كان بينهما أحد، فقد قتله، فقال لهم عمر: مايقول؟ قالوا: ضرب بسيفه فقطع فخذي امرأته، فأصاب وسط الرجل، فقطعه باثنين، فقال عمر: إن عادوا فعد »
وقال ابن قدامة في المغني (12/535) : ( وإذا وجد رجلا يزني بامرأته فقتله فلا قصاص عليه ولا دية ) 👉
،
وقال ابن عثيمين فى شرحه لكتاب الحدود من صحيح البخارى :
( له أن يقتله وبدون إنذار وليس هذا من باب دفع الصائل حتى ينذره لكنه من باب العقوبة له ) 👉
==
⚡️ رابعا : أراد الشارع الحكيم أن يكون التثبت في جريمة الزنا أشد من أي جريمة أخرى حتى ولو كانت جريمة القتل
* ففي إثبات جريمة القتل يكفي شاهدين عدلين ؛ بينما في إثبات جريمة الزنا لا يكفي شاهدين ولا ثلاثة بل يجب أن لا يقل عدد الشهود عن أربعة
* ويجلد شهود الزنا إن لم تصح شهادتهم بينما لا يجلد شهود القتل إن لم تصح شهادتهم 👉
لأن القتل إعتداء على النفس فقط ؛ بينما الزنا إعتداء على الزوج والأبناء والبنات وعلى الآباء والأمهات وعلى الإخوة والأخوات وعلى الأقارب والأصهار وعلى المجتمع ككل .
ولك أن تخيل الألم النفسي الذي يعانيه الابناء والبنات أو الأقارب عندما يقال لهم أمكم أو أختكم أو قريبتكم زانية 🙁
؛
فالزوج قد توّصَلهُ غيرته للقتل بدون بيّنة ؛ ولكن الرسول يوضح أن غيرة الله على العِرض والنفس أكبر من غيرة السائل على العرضِ التى قد تكون بدون بينه ؛ والأصل أن ينقاد المؤمن لأمر الله لأن ما يأمر به الله حق و عدل 👉
==
⚡️ خامسا : بنى النصارى حكمهم على رجل رأى زوجته تزنى ، وغاب عن أذاهنهم أن الرجل قد يكون كاذبا أو يريد أن ينتقم من زوجته .. وهذا وارد جدا 👉
،
لذلك وحرصا على عرض المرأة وحياتها وعلى أسرتها شرع الله اللعان وجعله آيات محكمات في كتابه الحكيم
فلو أن المشرع الحكيم أعطى للزوج حق قتل زوجته إن هي زنت أو أعطاه الحق في قتل من وجده يزني بها ابتداءا ؛ لانقلب المجتمع إلى غابة ولاستغل ضعاف النفوس هذا الحكم فى الافتراء على من يشاءون والتخلص منهم تحت مظلة الشريعة والقانون .👉
==
⚡️ أخيرا : كان من المفترض أن نرى من يُثير مثل هذه الشبهات من النصارى يخجل من دينه الذى لم يترك لهم شريعة يحتكمون إليها ؛ فلا يوجد فى دين النصارى عقوبة للزوانى ولا للمومسات …. يكفيهم الإيمان بموت الإله من أجلهم !!
،
أو يخجل من الفضائح المتتالية لآبائهم الكهنة الذين استحلوا أعراضهم ولم نر منهم واحدا تجرأ على مقاضاة كاهن واتهامه بالزنى مع نساء الرعية !!
،
أو يخجل من كتابه الذى بشّر الزوانى والمومسات بدخول الملكوت ، ولم يشرع لهم عقوبة دنيوية تردعهم عن الفواحش !!
،
كان من المفترض أن يخجلوا ؛ ولكن من أين لهم حمرة الخجل ؟ 🤬
اخ رمضان كل عام و انت بخير لقيته المنشور https://www.facebook.com/104905647745889/posts/185415423028244/?d=n