-هل شهد بولس أن يسوع هو الله؟
من النصوص التي يعتقد النصارى أنها من أقوى الأدلة على ألوهية يسوع، نص ورد على لسان بولس وصف فيه يسوع أنه [إِلَهاً ُمُبَارَكاً]!
هذا النص ورد في رومية 9 : 5
“وَلَهُمُ الآبَاءُ وَمِنْهُمُ الْمَسِيحُ حَسَبَ الْجَسَدِ الْكَائِنُ عَلَى الْكُلِّ إِلَهاً ُمُبَارَكاً إِلَى الأَبَدِ”
وللرد على هذا الاستدلال أقول وبالله التوفيق:
-أولاً: كلمة ” إله” بحسب نصوص الكتاب المقدس لا تعني ألوهية الخالق المستحق للعبادة على الإطلاق ؛ فقد أُطلق نفس اللقب (theos = θεός = god = إله) على كثيرين غير الله سبحانه في الكتاب المقدس!
* فقد كان موسى إلهاً لفرعون في خروج 7 : 1
” فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: “انْظُرْ! أَنَا جَعَلْتُكَ إِلهًا لِفِرْعَوْنَ. وَهَارُونُ أَخُوكَ يَكُونُ نَبِيَّكَ. “
،
*وكان موسى أيضاً إلهاً لهارون في خروج 4 : 16
” وَهُوَ يُكَلِّمُ الشَّعْبَ عَنْكَ. وَهُوَ يَكُونُ لَكَ فَمًا، وَأَنْتَ تَكُونُ لَهُ إِلهًا “
،
* والقضاه كلهم آلهة في مزمور 82 : 6
” أَنَا قُلْتُ: إِنَّكُمْ آلِهَةٌ وَبَنُو الْعَلِيِّ كُلُّكُمْ. “
👈لاحظ أن يسوع بنفسه يستشهد بهذا النص إقراراً لما فيه كما في يوحنا 10 : 34
” أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ مَكْتُوباً فِي نَامُوسِكُمْ: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ ؟ “
،
* القاضى هو الله في مزمور 82 : 1
” اَللهُ قَائِمٌ فِي مَجْمَعِ اللهِ. فِي وَسْطِ الآلِهَةِ يَقْضِي “
، والمقصود بلفظ الله هنا أي القاضي !
👈 فحتى لفظ ” الله ” فى الكتاب المقدس قد يُطلق على غير الله عز وجل _ أي المعبود بحق_ ، فقد وردت من قبل فى حق موسي وهذه المرة وردت بحق القضاة، وغيرهم .
،
* بل إن الشيطان نفسه ورد بحقه لفظ الإله صراحةً، والكارثة أنها أتت معرفه بأداة التعريف ( الـ) باليونانية!
– فالشيطان موصوف بكلمة( θεὸς) مقترنه بأداة التعريف ( الـ ο ) ، كما ورد بكورنثوس الثانية ٤:٤ ( هو ثيؤس) ……..
” الَّذِينَ فِيهِمْ👈 إِلهُ 👉هذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ. “
👈والمقصود بـ الـــــإله لهذا الدهر هو الشيطان، ولنقرأ النص باليونانية:
CO2-4-4: εν οι 👉 ο θεος👈 του αιωνος τουτου ετυφλωσεν τα νοηματα των απιστων εις το μη αυγασαι τον φωτισμον του.
والترجمه الحرفية هي …… ” الذين فيهم الـــــإله لهذا الدهر ” !!
-ولذلك يقول شنودة في كتابه لاهوت المسيح ص94:
(كلمة آلهة في الكتاب المقدس لا تعني الألوهية على الاطلاق)
..؛
وبناء عليه فحتى إن تكرمنا و تجاوزنا وافترضنا وتنازلنا جدلاً -وهذا لم يحدث- أن اطلقها أحد على يسوع، فهي لا تعني أي ألوهية على الاطلاق!
–
-ثانياً: بما أن أقدم مخطوطات العهد الجديد كانت تخلو من أي ترقيم منهجي،
كان على العلماء إضافة علامات الترقيم إلى النص بناءً على ما يبدو مناسبًا للتركيب اللغوي والمعنى؛ ولذا ظهر الجدل حول هذا النص:
هل هذه التسبيحة موجهة إلى الله (كما في ترجمة TEV: ليُسبَّح الله، الذي يحكم على الكل، إلى الأبد!)، أم إلى المسيح (كما في الترجمة البديلة لـTEV: وليُسبَّح هو، الذي هو الله الحاكم على الكل، إلى الأبد!).
..؛
ولكن أغلب العلماء واللجان المتخصصة، ومنهم لجنة النصوص التابعة لـUBS فضلت القراءة الممثلة في ترجمة TEV، وذلك أساسًا لأن بولس لا يُطلق على المسيح لقب ‘الله’ في أي موضع آخر.”
..؛
فشبه إجماع الآن بين العلماء أن النص لا يتحدث عن المسيح بل عن الله الآب المبارك.
وأغلب التراجم الانجليزية اختارت وضع علامات ترقيم تؤكد أن المقصود هو [الله الآب] وليس المسيح.
R.S.V
5. to them belong the patriarchs, and of their race, according to the flesh, is the Christ. God who is over all be blessed for ever. Amen.
Douay-Rheims Bible
Whose are the fathers, and of whom is Christ, according to the flesh, who is over all things, God blessed for ever. Amen.
New American Standard Bible
whose are the fathers, and from whom is the Christ according to the flesh, who is over all, God blessed forever. Amen.
G.N.B
5 they are descended from the famous Hebrew ancestors; and Christ, as a human being, belongs to their race. May God, who rules over all, be praised forever! Amen.
K
فالنص يتحدث عن الله الآب أنه هو المبارك وليس يسوع؛ كما جاء في الكثير من نصوص العهد الجديد أيضاً :
-“«مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ (لو 1: 68).
-“مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا (سيّدنا) يَسُوعَ الْمَسِيحِ (1 بط 1: 3).
– ولذا نقرأ من تفسير/ ديفيد كوزيك
“most recent scholars accept the second [that God here refers to the Father] on the grounds that Paul nowhere else says explicitly that Christ is God.”
(رومية: 9: 5 ولهم الآباء ومنهم المسيح حسب الجسد الكائن على الكل الها مباركا الى الابد آمين)
“يقبل معظم العلماء المعاصرين الرأي الثاني [أن المقصود بالله هنا هو الآب] على أساس أن بولس لا يصرّح في أي موضع آخر بأن المسيح هو الله.”
–
ثالثاً: المتتبع لعقيدة بولس في رسائله سيجد أنه كان يُفرق دائماً بين مقام الله الآب المُبَارَكٌ، وبين مقام الرَبٌّ (السيد=المعلم) المسيح، ولم يُطلق على المسيح لقب الله أو إله، ولم يساوي بين الله ويسوع على الإطلاق!
اقرأ ان شئت:
-“مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الرَّأْفَةِ وَإِلهُ كُلِّ تَعْزِيَةٍ،” (2 كورنثوس 1: 3).
-“اَللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ مُبَارَكٌ إِلَى الأَبَدِ، يَعْلَمُ أَنِّي لَسْتُ أَكْذِبُ.” (2 كورنثوس 11: 31).
-“مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بَارَكَنَا بِكُلِّ بَرَكَةٍ رُوحِيَّةٍ” (أفسس 1: 3).
-“أُوصِيكَ أَمَامَ اللهِ الَّذِي يُحْيِي الْكُلَّ، وَالْمَسِيحِ يَسُوعَ الَّذِي شَهِدَ لَدَى بِيلاَطُسَ الْبُنْطِيِّ بِالاعْتِرَافِ الْحَسَنِ:” (1 تيموثاوس 6: 13).
-“لكِنْ لَنَا إِلهٌ وَاحِدٌ: الآبُ الَّذِي مِنْهُ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ، وَنَحْنُ لَهُ. وَرَبٌّ (معلم-سيد) وَاحِدٌ: يَسُوعُ الْمَسِيحُ، الَّذِي بِهِ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ، وَنَحْنُ بِهِ.” (1 كو 8: 6).
-“يُوجَدُ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ” (ا تيموثاوس 2 : 5)
؛
بل إن يسوع كان عند بولس أقل مكانة من الملائكة؛ فكيف سيقول عنه إلهاً مباركاً؟
“وَلكِنَّ الَّذِي وُضِعَ قَلِيلًا عَنِ الْمَلاَئِكَةِ، يَسُوعَ، نَرَاهُ مُكَلَّلًا بِالْمَجْدِ وَالْكَرَامَةِ (عب 2: 9).
فإن قال النصارى إن هذا الوصف بحسب الجسد، قلنا أن نص رومية 9: 5 الذي تستشهدون به أيضاً يتحدث عن الجسد !!
..،
وكيف سيستقيم معنى النص أن يسوع (إِلَهاً ُمُبَارَكاً) إن كان بولس نفسه يقول أن المسيح ملعون وليس مبارك؟!
“اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».” (غلاطية 3: 13).
باختصار : لقب (الله-إله) أُطلق على الكثيرين غير الله الخالق،
وتسبيحة بولس [إِلَهاً ُمُبَارَكاً] موجهة لله الآب ولا علاقة ليسوع بها،
سبب الجدال هو عدم وجود علامات ترقيم بين الكلمات في المخطوطات، مما أتاح للنصارى محاولة نسبة هذا الوصف ليسوع،
وبولس لم يصف يسوع ولو مرة بوصف إلهي بل كان يؤمن أنه أقل مكانة من الملائكة، وفرق بينه وبين الله الآب في عشرات النصوص.




أحدث التعليقات