هل نزول الروح القدس على يسوع أثناء تعميده دليل على ألوهيته؟
-من النصوص التي يعتقد النصارى أنها قد تصلح كدليل اثبات على ألوهية يسوع، قصة تعميد يسوع على يد يوحنا المعمدان ، التي وردت في الأناجيل الازائية(متى ومرقس ولوقا)
[وَلَمَّا اعْتَمَدَ جَمِيعُ الشَّعْبِ اعْتَمَدَ يَسُوعُ أَيْضاً. وَإِذْ كَانَ يُصَلِّي انْفَتَحَتِ السَّمَاءُ وَنَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ الْقُدُسُ بِهَيْئَةٍ جِسْمِيَّةٍ مِثْلِ حَمَامَةٍ. وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ قَائِلاً: أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ بِكَ سُرِرْتُ]
ففهم النصارى من اجتماع الثلاثة (المسيح والحمامة والصوت الإلهي) أن في القصة دليل على الثالوث، وبالتالي على ألوهية يسوع ابن الله الْحَبِيبُ!
وللرد على هذا الاستدلال أقول وبالله التوفيق:
-أولاً: النص يُشير إلى وجود ثلاثة كيانات أو ذوات مختلفة ومتفرقة ومنفصلة عن بعضها في الذات والصفات والأفعال وفي أماكن مختلفة، وليس فيه أدنى اشارة إلى أن هناك ثلاثة في واحد أو واحد في ثالوث!
،
ولايخفى على عاقل أن معنى نزول الروح القدس على يسوع ، وتجسده في شكل حمامة أنه لم يكن متحداً معه، بل كان منفصلاً عنه؛ وهذا بمفرده يُسقط الإتحاد المزعوم بين الأب والابن والروح القدس ، حيث يقولون باتحادهم الدائم، وعدم انفصالهم طرفة عين!
،
ولو كان كل من الثلاثة منفصلاً عن الآخر بهذه الطريقة، وكل منهم إله حسب قانون الإيمان, لكان هذا تصريحاً واضحاً بعبادة ثلاثة آلهة!
الأول هو: الإنسان يسوع على الأرض بعد خروجه من الماء.
الثاني هو: الروح المتجسد على هيئة حمامة تطير.
الثالث هو: صاحب الصوت من السماء.
فهل سيُقر النصارى بعبادتهم لـــ”ثلاثة” آلهة، خاصة وليس في النص أدنى اشارة إلى أن الثلاثة مجتمعين هم (الله)؟
أم سيتمسكون بعقيدة ثالوثية كانت منتشرة قبل ميلاد المسيح بين الديانات الوثنية؟!
–؛
-ثانياً: نزل الروح القدس على التلاميذ في اليوم الخمسين (أعمال الرسل 2: 4)، ولم يدَّع أحد ألوهيتهم!
-كما كان نبى الله يوحنا المعمدان ممتلئاً من بطن أمه بالروح القدس (لوقا 1: 15)، ولم يقل أحد بألوهيته.
-وحل روح الرب على كل أنبيائه: (13فَأَخَذَ صَمُوئِيلُ قَرْنَ الدُّهْنِ وَمَسَحَهُ فِي وَسَطِ إِخْوَتِهِ. وَحَلَّ رُوحُ الرَّبِّ عَلَى دَاوُدَ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ فَصَاعِداً.) صموئيل الأول 16: 13
-كما حل على يَحْزَئِيلَ بْنَ زَكَرِيَّا: (14وَإِنَّ يَحْزَئِيلَ بْنَ زَكَرِيَّا بْنِ بَنَايَا بْنِ يَعِيئِيلَ بْنِ مَتَّنِيَّا اللاَّوِيَّ مِنْ بَنِي آسَافَ كَانَ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ فِي وَسَطِ الْجَمَاعَةِ) أخبار الأيام الثانى 20: 14
-وحل روح الرب أيضا على الكاهن زكريا بن يهويادع: (20وَلَبِسَ رُوحُ اللَّهِ زَكَرِيَّا بْنَ يَهُويَادَاعَ الْكَاهِنَ فَوَقَفَ فَوْقَ الشَّعْبِ وَقَالَ لَهُمْ: ((هَكَذَا يَقُولُ اللَّهُ: لِمَاذَا تَتَعَدَّوْنَ وَصَايَا الرَّبِّ فَلاَ تُفْلِحُونَ؟ لأَنَّكُمْ تَرَكْتُمُ الرَّبَّ قَدْ تَرَكَكُمْ) أخبار الأيام الثانى 24: 20
-بل وسكب الرب روحه على بنى إسرائيل: (29وَلاَ أَحْجُبُ وَجْهِي عَنْهُمْ بَعْدُ, لأَنِّي سَكَبْتُ رُوحِي عَلَى بَيْتِ إِسْرَائِيلَ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ)). ) حزقيال 39: 29
-كما نزل على سبعين رجلاً من بنى إسرائيل: (25فَنَزَل الرَّبُّ فِي سَحَابَةٍ وَتَكَلمَ مَعَهُ وَأَخَذَ مِنَ الرُّوحِ الذِي عَليْهِ وَجَعَل عَلى السَّبْعِينَ رَجُلاً الشُّيُوخَ. فَلمَّا حَلتْ عَليْهِمِ الرُّوحُ تَنَبَّأُوا وَلكِنَّهُمْ لمْ يَزِيدُوا.) عدد 11: 25
أي أصبحوا أنبياء مثل عيسى والمعمدان عليهما السلام.
..؛
إذاً روح الرب التي حل على يسوع هي دليل نبوته تبعاً لقول موسى عليه السلام[ عدد 11: 29 ]
(فَقَال لهُ مُوسَى: (هَل تَغَارُ أَنْتَ لِي؟ يَا ليْتَ كُل شَعْبِ الرَّبِّ كَانُوا أَنْبِيَاءَ إِذَا جَعَل الرَّبُّ رُوحَهُ عَليْهِمْ!)
، وليست دليلاً على ألوهيته؛ لأن روح الرب لا تحل على نفسه، لأنها لو حلت على نفسه لكانت منفصلة قبل أن تلبسه، ولكانت دليلاً لألوهية أي إنسان أو شيطان يدعي أن روح الله تلبسته ، فاتحد مع الإله!
–
أخيراً: الكتاب المقدس والواقع يشهدان أن وجود روح الرب وحلوله على إنسان لا يدل على تقواه أو صلاحه على الإطلاق!
فبالرغم من ادعاء النصارى وجود الروح القدس -روح الله- بذاته وقوته وتأييده فى القساوسة والأساقفة والباباوات، إلا أننا نجد أن رائحة تاريخ رجال الكنيسة الماضي والمعاصر تزكم الأنوف من جرائم السرقة والزنى والإغتصاب والإتجار فى المخدرات والدعــ..ـارة!
ناهيكم عن جرائم القتل سواء فى الحروب ضد المسلمين أو ضد اليهود أو ضد مخالفيهم فى العقيدة!
-كما ذكر الكتاب المقدس أن روح الرب عندما حل على شمشون تسبب بقتل ثلاثين رجلاً. (قضاة 14: 19)
– وعندما كان روح الرب على شاول، خلع ثيابه وتنبّأ عرياناُ كيوم ولدته أمه؛ فانطرح عريانًا ذلك النهار كله وكل الليل. (صموئيل الأول 19: 24)
*بالمختصر المفيد:
أ- النص يُشير إلى وجود ثلاثة كيانات أو ذوات مختلفة ومنفصلة عن بعضها, ولا يُشير إلى أن هناك ثلاثة في واحد أو واحد في ثالوث.
ب- لو كان كل من الثلاثة منفصلاً عن الآخر بهذه الطريقة، وكل منهم إله حسب قانون الإيمان, لكان هذا تصريحاً واضحاً بعبادة ثلاثة آلهة.
ج- النص دليل على عدم ألوهية يسوع؛ فالنص متناقض مع نفسه في جزئية أزلية وجود المسيح؛ فالقول الذي نُسِب إلى الآب ( ابْنِي الْحَبِيبُ بِكَ سُرِرْتُ) يعني ويفيد أنه لم يكن موجودًا في وقت من الأوقات وبعد أن أصبح موجودًا حدث السرور. (بِكَ سُرِرْتُ).
د- النص متناقض مع نصوص صريحة جداً تقول أن الله تعالى لم يسمع صوته أحد, مثل قول المسيح في(يوحنا5 :37) :” وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَهُ قَطُّ وَلاَ أَبْصَرْتُمْ هَيْئَتَهُ”.
فكيف يُقال: سمعنا صوتاً يقول هذا ابني الحبيب ؟!











أحدث التعليقات